تقــــرير حقـــــوقي عن الانتهـــــاكات فـي المحــــافظة..

البيضاء،. الانتقام المرعب الحلقة (1)

2021-08-16 07:48:24 أخبار اليوم / تقرير نقلاً عن رايتس رادار


بعد الاستيلاء على العاصمة صنعاء من قبل جماعة الحوثي في 21 أيلول/سبتمبر 2014 ،توجه مسلحو الجماعة للسيطرة على محافظة البيضاء، قبل توجههم الى محافظات و مدن كبرى مثل عدن وتعز والحديدة،
 و وضع الحوثيون محافظة البيضاء كأولوية عسكرية لهم قبل أي محافظة اخرى يرجع لعدة أسباب، أهمها الموقع الجغرافي المتميز حيث تتمتع المحافظة بموقع استراتيجي فهي تشترك في حدودها مع ثمان محافظات، هي لحج وأبين والضالع وشبوة من محافظات جنوب اليمن، وإب وذمار و محافظة صنعاء ومأرب من محافظات الشمال، و لهذا فهي بوابة جغرافية عن طريقها يمكن العبور العسكري لتلك المحافظات إضافة إلى كونها منطقة وسطي ومركز تحكم جغرافي بين صنعاء ومناطق النفط في مأرب وشبوة، ومناطق القوة والسيطرة في الجنوب كأبين ويافع، و تمتاز المنطقة الوسطى من المحافظة بطبيعة جبلية وعرة مما يجعلها منطقة حماية مهمة أمام أي هجوم مستقبلي على صنعاء من الجنوب أو الشرق، إضافة الى الخلفية التاريخية الثقيلة الموسومة بالعداء و الصراع الدامي بين قبائل المحافظة الشوافع والائمة الزيدية في صنعاء حيث تعتبر الحركة الحوثية امتداد فكري و سالي لهم، و تعد قبائل المحافظة من أشرس قبائل اليمن وأشدها تسليحاً خارج نطاق الجغرافيا الزيدية الموالية للحوثيين، وعدم السيطرة علي المحافظة، أو كسب ولاء القبائل على الأقل، يمثل خطراً حقيقياً على سلطتهم في صنعاء.

تمكن مسلحو الحوثي من السيطرة على معظم مناطق المحافظة ويرجع ذلك الى تعاون الالوية العسكرية مع الجماعة التي كانت موجودة في المحافظة والمنضوية تحت الحرس الجمهوري، في البيضاء، لواء في مدينة السوادية، ولواء المجد على مشارف مدينة البيضاء، وفرعي قوات الأمن الخاصة )الأمن المركزي( في رداع والبيضاء، التي كانت تدين بالولاء للرئيس السابق علي عبد الله صالح الحليف الرئيسي للحوثيين، إضافة الى تسخير الوجاهات الاجتماعية لحزب الرئيس السابق المؤتمر الشعبي العام في عقد صفقات بين المشايخ والحوثيين تمنع الصراع والصدام بين القبائل ومسلحي الحوثي وتقود في النهاية الى سيطرة الحوثيين على مناطق القبائل.

•وقد واجهت جماعة الحوثي المسلحة مقاومة محلية من قبائل المحافظة وتشكلت عدة مجموعات مسلحة من المواطنين المدنيين المناوئين للجماعة تحت مسمى المقاومة الشعبية ولكن نتيجة تفرقهم في عدة مناطق قبلية وعدم تلقيهم أي دعم تمكن المسلحون الحوثيون من اخماد تلك المقاومة والسيطرة على مناطقهم.

لقد ساهم الصراع السياسي والبنية الاقتصادية الهشة وغياب مؤسسات الدولة في استقطاب بعض الشباب الى تنظيم القاعدة و اتخذ التنظيم من السلسلة الجبلية الوعرة في منطقة المثلث شبوة- أبين- البيضاء مكاناً أمناً للاحتماء من الضربات الجوية الامريكية بطائرات بدون طيار الدرونز والملاحقات الامنية، و لم يتجرأ افراد التنظيم على الظهور العلني الا بعد انقاب جماعة الحوثي على السلطة الشرعية و استيلائها على العاصمة صنعاء، ثم هجوم الجماعة الحوثية الذين يتخذون من المذهب الزيدي منطلق لهم على محافظة البيضاء الشافعية السنية و استغلالا لعلاقة الخصومة التقليدية التي تربط أبناء البيضاء بالمذهب الزيدي، وخشيتهم من فرض الحوثيين لمذهبهم،
و نتيجة لهذا الفرز المذهبي، استغل عناصر تنظيم القاعدة هذا الوضع للدفاع – كما يزعمون - عن مناطق القبائل بصفتهم يحمون السُنّة من الشيعة، و عندما استولى تنظيم القاعدة على مدينة المكلا بمحافظة حضرموت ترك عناصر التنظيم قتال الحوثيين وتوجهوا نحو مدينة المكلا، و قاتل أبناء القبائل منفردين جماعة الحوثي بصفتهم مقاومة شعبية. على اثر انقاب جماعة الحوثي المسلحة واستيلائها على السلطة واقتحام صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2014 ، أطلقت المملكة العربية السعودية تحالفا عربيا لاستعادة الشرعية في 26 آذار /مارس 2015 ، و ساهم التحالف في دعم الشرعية ماليا وعسكريا، وقادت القوات الشرعية بمساندة التحالف عدة عمليات عسكرية لاستعادة المحافظات التي استولت عليها جماعة الحوثي،غير أن اهتمام الحكومة الشرعية والتحالف العربي بتحرير محافظة البيضاء كان متذبذبا فلم يكن لهما استراتيجية ثابتة لخوض الحرب ضد مسلحي جماعة الحوثي أو الوقوف إلى جانب القبائل المقاومة. وخلال فترة الصراع الذي بدأ منذ الاقتحام المسلح لمحافظة البيضاء أواخر عام 2014 حتى أواخر عام 2020 – الفترة الزمنية التي يغطيها التقرير - انتزعت القوات الحكومية في بعض تلك المراحل مناطق ومديريات من قبضة مسلحي الحوثي ولكن سرعان ما تخلت القوات الحكومية عن ذلك وتركت القبائل وحدها تقارع مصيرها دون دعم حقيقي في مواجهة الحوثيين، ما أوجد حالة من عدم الثقة لدى القبائل بالحكومة والتحالف، ومازالت هناك مقاومة قبلية مسلحة وبدعم محدود ومشاركة رمزية من القوات الشرعية في بعض المناطق وبالذات في الجزء الجنوبي من المحافظة. ولكن جماعة الحوثي لم يستقر لها الوضع بعد في المحافظة فهي تقف على فوهة بركان خامد قابل للانفجار في أي لحظة نظرا لعدم وجود حاضنه شعبية لها هناك.

لقد تعددت أطراف الصراع المسلح في محافظة البيضاء و تنوعت وسائل الموت والدمار لدى تلك الأطراف المتمثلة بجماعة الحوثي، قوات الشرعية، طيران التحالف، الطيران الأمريكي، وعناصر تنظيم القاعدة ولم تراع تلك الأطراف سامة وحماية المدنيين و إن بنسب متفاوتة، و لم تأخذ بعين الاعتبار هذه الأطراف القوانين و المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان وحفظ كرامته وآدميته، إضافة إلى ما تعانيه محافظة البيضاء من تهميش حكومي وعدم اهتمام حقوقي وإعلامي.

وحتى لا يفلت الجناة من العقاب وتسليط الضوء على الانتهاكات الواقعة في محافظة البيضاء رأت منظمة رايتس رادار أن تنقل جزءاً مما يعانيه سكان محافظة البيضاء من جرائم وانتهاكات من مختلف الأطراف خال ست سنوات تمتد بين تشرين الأول /أكتوبر 2014 حتى كانون الأول / ديسمبر 2020 مع التنويه الى أن التقرير لا يشتمل جميع الجرائم والانتهاكات التي حدثت في محافظة البيضاء خال فترة التقرير إنما يتضمن الحالات التي استطاع راصدو المنظمة الوصول اليها والتحقق من مصداقيتها لرصدها و توثيقها.

الملخص التنفيذي:
•ارتأت منظمة رايتس رادار لحقوق الانسان أن تفرد هذا التقرير الحقوقي لمحافظة البيضاء، إحدى المحافظات اليمنية، لإظهار الانتهاكات المتعلقة بحقوق الانسان التي تعرض لها المواطن اليمني في هذه المحافظة، وكذا الانتهاكات المتعلقة بالممتلكات العامة والخاصة من الأطراف المتصارعة في هذا البلد، والتي بلغ اجماليها 5559 انتهاكاً ارتكب الحوثيون منها 5143 انتهاكاً بينما توزعت بقية الإنتهاكات على بقية أطراف الصراع وذلك خال الفترة الزمنية للتقرير ما بين أواخر عام 2014 حتى نهاية عام 2020 .
•وثق فريق الرصد التابع لرايتس رادار الانتهاكات الواقعة على حق الانسان في الحياة
وحرمانه منها وهي كالتالي:
. 1القتل
كانت جماعة الحوثي هي الأكثر انتهاكا لهذا الحق بعدد 537 حالة، تلاها تنظيم القاعدة بعدد 69 حالة، ثم القوات الامريكية بعدد 66 حالة، ثم قوات التحالف العربي بعدد 27 حالة ثم جهة مجهولة بعدد 21 حالة قتل ثم مسلحون قبليون بعدد 5 حالات قتل. وتنوعت طرق القتل ما بين القتل بالطلق الناري والقصف المدفعي وبالطيرانوبالألغام الأرضية والقنص والاغتيالات وفقاَ للجداول الموضحة لذلك أرقام 1، 2

. 2الإصابات:
وهي الانتهاكات المتعلقة بحق الانسان بالسامة الجسدية، فقد وثقت رايتس رادار لهذا النوع من الانتهاك عدد 649 حالة إصابة جسدية، كانت جماعة الحوثي هي الأكثر انتهاكا لهذا الحق بعدد 543 حالة إصابة جسمانية، يليها تنظيم القاعدة بعدد 52 حالة إصابة، ثم قوات التحالف العربي بعدد 26 حالة إصابة، ثم القوات الامريكية بعدد 11 حالة إصابة، والجداول رقم 4، 5، 6 توضح ذلك.

الاختطاف والاخفاء القسري:
تضمن التقرير الانتهاكات المتعلقة بالحقوق الشخصية وانتهاك الكرامة وهي: الاخفاء القسري – الاختطافات – التعذيب حيث بلغ عدد حالات الإخفاء القسري عدد 113 حالة إخفاء قسري من قبل جهتين هما جماعة الحوثي بعدد 112 حالة وتنظيم القاعدة بعدد حالة واحدة فقط، والجدول رقم 7 يوضح ذلك. أما الاختطافات التعسفية فقد بلغ عدد المختطفين في محافظة البيضاء 2160 حالة، منها عدد 2157 حالة اختطاف قامت بها جماعة الحوثي، وحالتين من قبل تنظيم القاعدة، و حالة واحدة رصدت لمجهولين، و الجدول رقم 8 يوضح هذا الانتهاك.
اما التعذيب النفسي والجسدي أثناء الاختطاف القسري والاختطافات التعسفية فقد بلغ هذا النوع من الانتهاك 122 حالة تعذيب انفردت بها جماعة الحوثي نظراَ لسيطرتها على معظم مديريات المحافظة.

. 4إنتهاك الممتلكات العامة والخاصة:
اشتمل التقرير على الانتهاكات المتعلقة بالممتلكات العامة و الخاصة، حيث بلغ هذا النوع من الانتهاك 1790 حالة انتهاك، كانت جماعة الحوثي هي الأكثر انتهاكاً لهذا الحق بعدد 1672 حالة انتهاك منها 1223 منزلاً سكنياً، و 131 مركبة، و 118 منشأة تجارية، و 54 منشأة تعليمية، و 48 دار عبادة، و 33 منشأة حكومية، و يلى جماعة الحوثي تنظيم القاعدة بعدد 65 حالة انتهاك منها 46 منزلاً سكنياً، ومركبتين، و 4 منشآت تجارية، و 6 منشآت تعليمية، ومنشأتين حكوميتين، وتلاها في المرتبة الثالثة التحالف العربي بعدد 27 حالة انتهاك منها 18 منزلاً سكنياً، و منشأتين تجاريتين، و 5 مركبات وبئرين اثنين، وجاءت في المرتبة الرابعة القوات الأمريكية بعدد 15 انتهاكا منها استهداف 12 منزل سكني، و 3 مركبات، والجدول رقم 13 يوضح تلك الانتهاك.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد