أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر.. بين غياب المشروع الثقافي وسلالة الحق الإلهي (الحلقة: 1-2)

2021-08-28 06:06:30 أخبار اليوم/عبد العزيز العسالي

 

 

المشروع العاقر :

يا رفيقي هذه ليلتنا

عاقر سكرى بآثام السفاح

  عبد الله البردوني

ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة، انطلقت بزخمها الشعبي النخبوي تحدوها الرغبة الجامحة في التحرر والانعتاق من أسار التخلف المزري- جهل.. فقر .. مرض.. تخلف ضارب الأغوار في أعماق الفكر - علميا وثقافيا واجتماعيا .

ولا غرابة وحسب د. حسين العمري في كتابه "مئة عام من تاريخ اليمن"، حيث أنهى كتابه هذا بقوله: وبعد موت الشوكاني دخلت اليمن في تاريخ مظلم تجاوز 130 عاما ..

ولم ينقشع ذلك الظلام السلالي المتخلف إلا صبيحة الـ26 من سبتمبر عام 1962م .

هناك حكمة أوروبية متصلة بفلسفة الاجتماع تقول: المقولة الواحدة -كذبا - تحتاج إلى 11 مفهوما صادقا لتصحيح الخطأ العالق في ذهنية المجتمع .

وهنا نسأل: يا ترى ما هي الثقافة التي التصقت في الذهنية اليمنية.. بل حفرت حتى ظهر التشوّه الفكري والثقافي كأنه اعوجاج متوارث في خلايانا الذهنية أولا ثم سلوك في الفضاء المجتمعي- انحطاطا يثير القرف .

 

  مؤشرات التخلف :

  • العزي السنيدار قال في مذكراته إنه وقبيل ثورة الدستور عام 1948م

كثر الحديث بين النخبة الدستورية حول من الذي يتولى الحكم بعد موت الإمام يحيى حميد الدين؟

قال الشيخ حمود شريان: أنا مستعد أتولى الحكم.. لكن من سيقنع الشعب؟

الشعب يريد سيدا .

  • أحمد يا جناه يعلن للشعب أن يلطّخ الوجوه بالقطران اتقاء شر الجن المنفلتين بعد موت عاقلهم.. هذا يعزز وبقوة مقولة الشيخ حمود شريان .
  • إعلان أحمد يا جناه بأنه قد تم إلقاء القبض على الدستور وزوجته في زبيد والحمد لله .

أليست هذه النماذج تجسد كلام د. حسين العمري (دخلت اليمن في ظلام... إلخ)؟

نستطيع القول جازمين إن ذاكرة النخبة اليمنية مكتظة بعشرات الأمثلة الدالة على مدى عمق التخلف والانحطاط الشامل ماديا وفكريا وثقافيا .

إذن، كان ذلك التخلف حاضرا نخبويا.. والمجتمع يعاني قسوة العيش والبؤس والحرمان.. كما أنه كان كفيلا برسم سياسة ثقافية فكرية انطلاقا من أهداف ثورةالـ26 من سبتمبر ابتداء من الوسط التعليمي.. ورسم سياسة إعلامية وفق برنامج ثقافي مرحلي يشمل مؤسستي الجيش والأمن.. والمؤسسة القضائية .. وانتهاء بالفضاء المجتمعي.. وكم كان مفزعا أن ذلك لم يحصل.. بل ولا جزء منه .

بل إن العفوية إلى حد التناقض والتنازع طالت كل الأوساط والشرائح طوال 5 عقود من النظام الجمهوري .

 

المقصود بالمشروع الثقافي :

لا أريد الدخول في جدل التعاريف ووو... إلخ، لكن ما أريد قوله هو إن الهدف الأول من أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر هذا نصه: التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة نظام حكم ديمقراطي مستمد من روح الإسلام الحنيف.. ما أروع هذا الهدف وما أروع إشراقاته الفكرية والثقافية !

وعليه، المقصود بالمشروع الثقافي هو رسم سياسة ثقافية من خلال برنامج ثقافي يخاطب كل شرائح المجتمع بما يتناسب ومستواها الثقافي.. برنامج يشرح الهدف الأول وبقية الأهداف ..

لا شك ولا ريب أن هنالك أسبابا وعوامل أدت إلى غياب المشروع الثقافي المنشود وهي كالتالي

  • عهد الجمهورية الأولى :

غياب المبادئ الأولية أو عدم كتابتها والتوقيع عليها من جهة الثوار مدنيين وعسكريين- أعني المبادئ التي ترسم التعامل مع المسؤولين الذين كانوا يعملون في دولة الإمام .

عدم وضوح المبادئ الأولية نتج عنها تصرفات نزقة وفوضوية من قبل من عرفوا بالضباط الأحرار، وحسب كلام القاضي الإرياني فإنه وقف ومعه الكثير من الثوار ضد الإعدامات التي طالت أبرياء لا ذنب لهم وبدون أي محاكمة .

بل وصلت فوضى الإعدام إلى شخصيات كانت مع الثورة.. بل وتقدم اشتراكات للثوار حسب السفير محمد

عبد الواسع الأصبحي في مذكراته حيث شهد للتاريخ أن نائب الإمام عبد الله عبد الكريم الوشلي كان مع الثورة ويقدم اشتراكات عبر السفير دعما للثوار .

وإعدام بن عاطف المصلي الهمداني من قبل أحمد الغشمي- منافسة على المشيخة، حسب كلام البردوني في كتابه "اليمن الجمهوري ".

هذه الإعدامات تكررت حسب القاضي الإرياني وأن الإرياني وغيره كانوا يتفقون مع السلال على إيقاف هذا الإجرام فيوافق ولكنه يختلف في اليوم التالي، هذه التصرفات نتج عنها مواقف شعبية وثورية مختلفة .

هناك أسر هاشمية مع الثورة رفضت الانقياد مع البدر مؤيدة للثورة، لكنها انصدمت بتلك التصرفات فانزوت في ظاهر الأمر لا مع ولا ضد الثورة، وهذا قلل من الزخم الشعبي للثورة في الوقت الذي كانت الثورة بحاجة إلى السند الشعبي في مواجهة مخلفات الإمامة والاستبداد، ومن جهة ثانية نجد أن المشروع الثقافي قد وُلد عاقرا من لحظاته الأولى ليس في مجال الهدف الأول للثورة فقط، بل اتجه إلى دفن الهدف الثاني- بناء جيش وطني يحمي النظام الجمهوري ومكاسب الثورة .

ولكن هذا كان، بحسب كلام القاضي الإرياني رحمه الله، أن قيادة الجيش العربي- المصري وقفت ضد بناء جيش يمني رسمي، معللة موقفها بأنها ملتزمة بالدفاع عن أهداف الثورة ومكاسبها .

لقد كان التزام قيادة الجيش العربي حينها من حيث تدري أو لا تدري أنها قد وضعت اللبنة الأولى لإفشال مسار ترسيخ أهداف الثورة بدءا من أهم هدف الذي يحمي الثورة ومكاسبها.. ناهيك عن المشروع الفكري الثقافي الديمقراطي هيهات أن تقوم له قائمة في ظل قيادة الجيش العربي وقبلها الضباط الأحرار .

في مقابلة للمشير السلال رحمه الله مع إذاعة صنعاء قبل وفاته أجاب على سؤال حول موقفه من تلك الفوضى قائلا: انا نهات(نهاية) قلبي كنت بين لهيبين - لهيب الشعب اليمني ولهيب القيادة والجيش العربي .

  • ثقافة الإقصاء: قال البردوني في كتابه "اليمن الجمهوري" إنه وفي ثالث أيام ثورة الـ26 من سبتمبر تقدمت مجاميع من الشباب إلى المشير السلال بعرائض مرفقة بكشوفات بهدف إقامة مكونات سياسية واتحادات وأندية... إلخ، فوافق المشير السلال عليها، فانطلقت تلك المجاميع من الشباب كأنهم الصقور إلى جبهات الدفاع عن الثورة والجمهورية، كونهم التقوا بوعي ذواتهم قبل كل شيء .

غير أنه لم يمر سوى أسبوعين فوصلت القيادة العربية إلى السلال معلنة التزامها بالدفاع عن الثورة اليمنية بشرط إلغاء التعددية السياسية، فتم إلغاء التعددية، والنتيجة كانت أن الشباب تركوا الجبهات وكانت العودة إلى التناحر في الشوارع والصراع في الأوساط الثقافية والحزبية .

  • الجمهورية الأولى دخلت في حرب مع فلول الملكية السلالية سبع سنوات، وهنا اختفى ما تبقى من نقطة الضوء، فقد طغت المعركة على أي تنوير فكري أو ثقافي .
  
  • اللغز المعمى :

هل يستطيع عاقل حل اللغز بين الجملة الثانية من الهدف الأول للثورة والتي تنص على "... وإقامة حكم ديمقراطي..." إلخ، وبين تحريم التعددية السياسية؟ إن لم يكن هذا هو المشروع الثقافي العاقر فما هو إذن؟

  • الجمهورية الثانية :

  في أول خطوة لها كسرت فلول السلالية، ومن موقف القوة دخلت الجمهورية الثانية في صلح خلاصته اليمن للجميع، ونحصر عدم العودة لأسرة آل حميدالدين .

غير أن فلول الملكية حققت أهدافها بالدبلوماسية ما لم تحققه بقوة السلاح، كون الملكيين لديهم مشروع، لسنا هنا ضد الصلح بين الجمهورية ولكن أين مشروع الثورة؟ أين التوجه لرسم السياسات الثقافية؟

  • الشرخ الراسي

سعت الجمهورية الثانية إلى جمع الشمل، لكن الشرخ الذي حصل مبكرا بين الجمهوريين العسكر والجمهوريين المدنيين تجسد بصورة أكثر وذلك بعد الانقلاب الأبيض في 5 نوفمبر 1967، حيث ظل الجرح متقيحا حتى انفجر في أحداث 28 أغسطس 1968 .

انتهى موقف الجيش الرسمي وبعضه تحول إلى شللية تحت شعار المقاومة الشعبية - إعدامات للوجاهات والشخصيات الاجتماعية المؤيدة للجمهورية وبدعم ماركسي .

بقية الجيش الرسمي اتجه للاغتراب أو العيش في القرية.. لقد كان موقف الجمهورية الثانية أشبه بإطفاء الحرائق .

الشيء الأهم هنا هو أن المبدأ الأول - إقامة نظام ديمقراطي... إلخ، ظل كما هو.. والدستور تضمن تحريم التعددية، وهكذا دستور جمهورية اليمن الديمقراطية يحرم التعددية.. ألغاز وأحاجي لا حل لها .

  • طغيان الجيش القبلي :

حكومة الأستاذ النعمان دخلت في حوار مع القبيلة مفاده: من يريد دخول الجيش يتجه إلى الثكنات ويتم إنزال كشوفات من وزارة الدفاع .

  القبيلة لا تسمع.. فقط القبيلة تفهم أن الشيخ هو صاحب كشف توزيع الرواتب وهو قائد الجيش.. وبعد عراك ثلاثة أشهر استقال الأستاذ النعمان .

هنا يحضرني جيدا أننا كنا نسمع من الجيش القبلي وهو يردد شيلة فلول الملكيين قبل حصار السبعين مثل :

يا جبل عيباني وارتل وحاشد ..

يا نقم من فوقي صنعاء المدينة .

هذا سمعته جيدا من الجيش القبلي في صدر السبعينيات عندما خرج جيش القبيلة يطارد مليشيات يسارية بقيادة عناصر الجيش والتي اتجهت لقتل الوجاهات الاجتماعية، كما أشرنا .

  • الثقافة القضائية: استطاعت الجمهورية الثانية -القاضي الإرياني - بلورة تقنين الشريعة، وكانت خطوة إيجابية فعلا.. ولكن عقلية القضاة ظلت مكلّسة بالثقافة الملكية المزبورة في المحررات التقليدية- الورق المخطوط التي حررها يحيى حميد الدين والتي ظلت محفوظة في أدراج قمة السلطة القضائية - المحكمة العليا ناهيك عن المحاكم الابتدائية فجلها غير مقتنعة بالقانون وإن كان من صميم الشريعة بل وإن كان من عمل قضاة المحاكم أنفسهم .

ولا يستغرب القارئ إذا قلنا إن قضاة ممن تربعوا على قمة المحكمة العليا إلى منتصف الثمانينيات، وهم يرون أنهم هم أصحاب الحق الأول والأخير في الحكم، وهم مصدر النظام والدين والشرع والسياسة والرئاسة، لأنهم من أحفاد الشريفة فلانة .

وقد استمر هذا الخيلاء واللامبالاة لدى السلالية حتى السنتين الأوليين من تسعينيات القرن الماضي .

  • الشتات الحزبي المحرم :

من أبرز عوامل تكريس المشروع العاقر، ذلك الشتات الحزبي المخبوء تحت رماد التحريم الدستوري- شتات بعثي ناصري من جهة، وناصري وبعثي ضد الماركسي من جهة، وبعثي ناصري ماركسي ضد قبيلة مكون قبلي بعينه، وناصري ماركسي ضد القبيلة عموما،

وكل الأحزاب بما فيها القبيلة ضد مؤسسة الرئاسة .

أيضا صراع النازحين من الجنوب وقبيلة الشمال ضد نظام الجنوب، وتم جرجرة النظامين إلى الحرب الحدودية، كل ذلك كان في ظل دستور يحرم الحزبية في اليمن الشمالي، ومثل ذلك قل في اليمن الجنوبي، مع اختلاف في بعض الجزئيات .

  • التعليم :

قد كان قاصما للظهر ومفتتا لأهداف الثورة.. بل دفنها.. أبرز شاهد علمي في غاية القوة، كونه بحث استبياني متخصص في علم الاجتماع، وقد تجلت فيه كارثة مخرجات التعليم بصورة مزلزلة .

نعم.. مزلزلة بكل ما تحمله عبارة مزلزلة من دلالات.. كيف لا.. وقد كشف الاستبيان أن شريحة القبيلة- فئة عمر 60 عاما في محافظتي عمران وصنعاء - تمتلك وعيا بثقافة الديمقراطية أعلى من شريحة حملة الشهادة الجامعية بنفس المحافظتين .

كشف الاستبيان أن محافظة حضرموت تعيش ضحالة الثقافة الديمقراطية عند شريحة الكبار والخريجين معا، أي أن الصورة الثقافية أدنى بكثير من محافظتي عمران وصنعاء .

  • الجمهورية الثالثة :

عهد الرئيس الحمدي رحمه الله ..

لن نتحدث عن منجزات بناء الدولة فهذا لا يختلف عليه اثنان.. لكن ونحن نتحدث عن الثقافة المنبثقة من مبادئ الثورة.. نجد أن الحمدي رحمه الله قد علق الدستور - أحاله إلى التقاعد.. سيقال وهل كان الدستور حاضرا فيما سبق؟ نقول نعم كان غير حاضر في بعض الجوانب.. لكنه هنا أحيل إلى التغييب التام، والخلاصة التي نود الوصول إليها هي أن المشروع الثقافي غائب تماما .

  • الجمهورية الرابعة :

طال عليها الأمد فكفرت بالشعب :

ظل اللغز كما هو مع إضافة أسوأ وهي التوجه نحو بناء جيش وأمن عائلي .. وفي ظل صمت أمام تخطيط غاية في الخبث، ذلك أن الجمهوريات الثلاث دأبن نحو إطفاء الحرائق.. لكن نظام الجمهورية الرابعة اتجه لإذكاء الحرائق طيلة دورة فلكية كاملة .

وعادت الوحدة مقترنة بالتعددية، فهل نجحت التعددية؟ لقد اتجه النظام إلى تكريس أسوأ صورة للتعددية، بل إن أمين عام الحزب الشريك2 وبعد أشهر قليلة جدا قام بتقديم هدية طاقم وعلى متنه رشاش 12/7 باسم حزبه إلى تنظيم جماعة الشباب المؤمن .

ولا يستبعد أن هذه الهدية المدنية الديمقراطية كانت بإيعاز من رأس النظام.. ورحم الله البردوني إذ صور نفسية رأس النظام بدقة واعية قائلا :

يرى سوق التعدد بدء شوطٍ

فهل سوق التفرد غير مربح؟

أليس هو المثلث والمثني وملعبه المفشل والمنجح؟

نعم قام ببناء جيش وأمن تنفيذا لمبادئ الثورة، ولكن الكذب تنهتك أستاره وإن توارى أو تغلف أو دعم ودرب السلالية بدءا من إعداد مبكر لكوتا قضائية كلها من ضباط المخابرات السلالية الخادمة للعائلة الحاكمة ولو مرحليا مرورا بتمييع المجتمع المدني: نقابات.. أحزاب.. صحف.. وصولا إلى التوريث وخلع العداد ومن يأبى انطلاقا

من الدستور فإن السلالية جاهزة للتأديب مدعومة بالجيش والأمن العائلي الذي سيخلع الميري ويلبس المدني ويتجه لقتل الشعب بأكمله- إهلاكا للحرث والنسل والله لا يحب الفساد .

إن السلالية هي إحدى سيئات النظام السابق الذي طال عليه الأمد فأفسد وعربد .

نلتقي بعونه سبحانه مع الحلقة الثانية والأخيرة: كي لا تعود السلالية .

نقلا عن موقع الإصلاح نت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد