الأزمة اليمنية.. مشاورات ضبابية ومصير مجهول.

2021-10-14 06:40:12 اخبار اليوم / تقرير خاص

 

  


في الوقت الذي فشل فيه التحالف العربي الذي تقوده السعودية في ردع الحوثيين المدعومين من إيران و حسم المعركة أو اخضاعهم للاستسلام، فشل أيضًا في دفعهم للانخراط في عملية سلام مع الفرقاء اليمنيين بعيدا عن هيمنة إيران.

وعلى الرغم من أن التحالف العربي تمكن من طرد الحوثيين من عدة محافظات جنوبية، إلا أنهم يقضمون يوميا من الأرض التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية حتى وصلوا إلى محيط مأرب التي تعتبر معقل الحكومة الأهم والملاذ الآمن لملايين اليمنيين الفارين من جحيم الحرب من كل مكان.

فشل التحالف وعجزه عن تحقيق أية تقدمات ميدانية جعل من جماعة الحوثيين المدعومة من إيران -العدو الإقليمي للرياض- قوة لا تفكر في الإنخراط بمشاورات سلام تنهي الازمة اليمنية وتوقف الحرب.

مركز ابعاد للدراسات والبحوث نشر دراسة تحت عنوان "تحديات وفرص مبعوث الأمم المتحدة الجديد الى اليمن" تناقش أبرز التحديات والفرص أمام "غروندبرغ" وأطراف الحرب الرئيسية، والنهج الذي يمكنه من إيجاد وسيلة لجمع الأطراف وإجراء مفاوضات على اتفاق سلام ينهي الحرب مع بقاء اليمن موحداً ومحافظاً على نسيجه الاجتماعي والسياسي.

مشاورات معطلة

خلال سنوات الحرب السبع قدمت الأمم المتحدة- عبر اثنين من مبعوثيها، عدة مبادرات لكنها فشلت حتى الآن في تحقيق تقدم يذكر لإنهاء الحرب التي تزداد تعقيداً بتعدد الأطراف المحليين، وداعميهم الإقليميين والدوليين.

لقي الدور الأممي صعوبة كبيرة في وضع حد للحرب اليمنية، فبعد رحيل غريفيث، جاء الاخير "هانس غروندبرغ" وهو الذي ألقى إحاطته الأولى في مجلس الأمن، في سبتمبر أيلول 2021.

قال غروندبرغ " توقفت عملية السلام في اليمن منذ فلم 2016، وأشار الى أنه حان الوقت لأطراف الصراع أن تنخرط في حوار من أجل تحقيق السلام"

وبحسب الدراسة فإن "غروندبرغ" ليس جديداً على الملف اليمني فقد كان سفيراً للاتحاد الأوروبي لدى اليمن قبل تعيينه مبعوثاً للأمم المتحدة، وكان مشاركاً في جهود ردم الفجوة بين الحوثيين والحكومة الشرعية، وله دور في الوصول إلى اتفاق ستوكهولم عام 2018.

رؤية جديدة

بحسب الدراسة فإنه خلال 2021 قدمت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية مبادرات من اربعة عناصر رئيسية، تضمنت وقفاً لإطلاق النار في جميع جبهات القِتال بما في ذلك وقف الغارات الجوية ضد الحوثيين، ووقف العمليات العسكرية التي ينفذها الحوثيون في محافظة مأرب.

فتح مطار صنعاء الدولي على أن تكون رحلاتها باتجاه وجهات محددة يستثني منها إيران ولبنان، مع استيراد المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، بما يضمن الالتزام بما جاء في اتفاق ستوكهولم بإيداع إيرادات الجمارك من الميناء في حساب مصرفي مشترك بالبنك المركزي لتسليم رواتب الموظفين. تعقبها مشاورات للتوصل الى اتفاق سلام دون شروط مسبقة بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

وأشارت الدراسة الى أن "الحوثيين رفضوا تلك المبادرة، واشترطوا ترتيب مختلف يبدأ بإعادة فتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة، ثم ترتيب وقف إطلاق النار الذي يبدأ بوقف الغارات الجوية، ثم وقف الهجمات عبر الحدود السعودية، يعقبه وقف إطلاق النار في الجبهات الداخلية".

وقالت "تبدو شروط الحوثيين محاولة لتوفير الوقت اللازم للسيطرة على محافظة مأرب بتجريد عنصر تميّز القوات الحكومية من خلال الغارات الجوية التي تستهدفهم، وتحدّ من تقدمهم السريع للسيطرة على المدينة".

فيما تعتقد دراسة مركز أبعاد أن "غروندبرغ" يرى الحلول الجزئية على أنها تزيد تعقيد الصراع لذلك سيسعى إلى تضمين تلك المبادرة أو جزء منها ضمن رؤية شاملة لإنهاء الحرب، وهي عودة متأخرة لهذا المسار إذ استمر سلفه "مارتن غريفيث" في تقديم الحلول الجزئية طوال فترة ولايته من 2018 وحتى 2021 .

حل شامل

أفادت الدراسة أن الإحاطة الأولى للمسؤول الأممي تقدم النمط الذي ستتحرك من خلاله الأمم المتحدة في تقديم مبادرة جديدة على حل شامل للصراع في اليمن.

وقالت "أشار "غروندبرغ" إلى اتفاق الحديدة في عام 2018 وجهود بعثة الأمم المتحدة لجمع الأطراف للمشاورات لتنفيذه".

ولفت إلى أن "مشاورات عملية السلام المتوقفة منذ2016" وتغيّر بؤر المواجهات العسكرية في البلاد منذ سبع سنوات. وقال "ترتبط كل تفاصيل الحياة اليومية في اليمن بشكل أو بآخر بمسائل سياسية معقدة تتطلب حلاً شاملاً". و"استئناف عملية انتقال سياسي سلمية ومنظمة تشمل الجميع".

وأضحت الدراسة أن "الرؤية الشاملة والمزمنة التي قدمها "إسماعيل ولد الشيخ" في مشاورات الكويت 2016م، كانت أفضل تقدم أحرزته الأمم المتحدة في مسار إنهاء الحرب في البلاد".

وأشارت الى أن "الحوثيون وحليفهم "علي عبدالله صالح "رفضوا تلك الرؤية. وذكرت أن "الجهود التي قادها "مارتن غريفيث" كانت أكثر تركيزاً على أن الحلول الجزئية وإجراءات بناء الثقة قادرة على الوصول إلى اتفاق سلام في النهاية. فيما أرجعت السبب وراء عرقلة جهود المنظمة الأممية للوصول إلى مشاورات بين الطرفين، أرجعته الى فشل تنفيذ اتفاق ستوكهولم".

وقالت "لكن على عكس الوضع السياسي والعسكري والإنساني والاجتماعي في 2016 أثناء ولاية "ولد الشيخ"، فإن الوضع الحالي في اليمن أكثر تعقيداً مع تعدد أوجه وأطراف الصراع، وتصاعد الانقسام والفرز المجتمعي بفعل إطالة أمد الصراع".

وتابعت "لذلك فتقديم مبادرة شاملة ستحتاج إلى خطة ترضي جميع الأطراف، بضمانات أكبر وأوسع، وهي عملية طويلة ومعقدة وتحمل بذوراً للفشل بناءً على تحولات عسكرية وسياسية داخلية وخارجية".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد