لا يوجد جانب واحد للنزوح الذي يشهده اليمن من جراء الحرب، ورغم الجانب المظلم الذي يعكس نزوح وتشريد المواطنين من قبل مليشيات الحوثي، هناك جانب آخر.

أفرزت المعاناة التي سببتها معضلة النزوح في اليمن جوانب مشرقة وقصص نجاح أصبح أصحابها أبطالا في نظر المجتمعات المضيفة.

النازح عبده حاتم هو أحد هؤلاء الأبطال. سُجل اسمه بالذهب بعد نجاحه في الاندماج السريع في المجتمع العدني إثر نزوحه من محافظة الحديدة. بسبب حرب الحوثيين.

جاء الذهب الذي حفره “عبده شاطره” باسمه نتيجة مشاركته الرياضية في منافسات الضاحية في مدينة عدن، ومشاركته مع أحد الأندية المحلية بالمدينة، وتحقيقه للمركز الأول.

بيئة مشجعة

تستضيف عدن آلاف العائلات النازحة التي فرت من قمع الحوثيين في الحديدة والساحل الغربي لليمن، وكان عبده حاتم أحدهم، ولأن مدينة عدن تشتهر بتعايشها وقبولها للآخرين، فقد كان من السهل على العداء “حاتم” الاندماج بسرعة في المدينة والتعرف عليها والمساهمة في تحقيق بطولات للأندية التي انضم إليها فور وصوله نازحًا. عدن.

وبذلك أكد “حاتم” أن التهجير قد يكون سببًا للنجاح وليس نهاية العالم، أو سببًا لمآسي وكوارث، وحالته ما هي إلا دليل حي على ذلك.

بطل عدن لا مثيل له

ويقول الإعلامي الرياضي محمد النعماني، الذي رافق إنجازات الرياضية “حاتم”، إن الأخيرة جاءت نازحة من الحديدة ؛ أن تصبح “بطلاً منقطع النظير في عدن”، وأضاف النعماني، عبر حسابه على “فيسبوك”، أن “حاتم” نزحت عام 2018 إلى عدن ؛ وبسبب الحرب التحق بنادي شباب المنصورة ليفوز بالمركز الأول في جميع البطولات والمسابقات التي أقيمت منذ ذلك الوقت وحتى اليوم “.

وأشار الصحفي الرياضي إلى أن “عبده حاتم شاب بسيط يعمل في مطعم في عدن، بسبب ظروف نزوحه الصعبة، لكنه أصبح بالفعل بطلاً بلا منافس رغم تلك الظروف”.

وشدد على أنه يفوز دائما بسباقات العدو وخط الضاحية، متقدما على الجميع، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، وآخرها السباق الذي أقيم الأسبوع الماضي، ضمن مهرجان عدن الرياضي.

التفاعل والمساعدة

وتحدث النعماني في منشوره عن الظروف الصعبة التي يمر بها البطل “حاتم” رغم إنجازاته وبطولاته داعياً إلى الوقوف إلى جانبه ومساعدته.

ولأن مدينة عدن وأهلها معتادون على احتضان الآخرين والاندماج معهم في مجتمع واحد متعايش، لاقت دعوات النعماني استجابة سريعة وتفاعلاً كبيراً.

وقام أكثر من رجل أعمال خيري برعاية البطل “حاتم”. حتى يتمكن من التركيز على إنجازاته والاستمرار في الفوز بالبطولات في مجال الجري واجتياز الضاحية.

وبحسب تصريحات سابقة لمدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في عدن عبده مهذاب، فقد استقبلت المدينة أكثر من 12 ألف أسرة نازحة من الحديدة، وقال مهيدب إن معظم النازحين فقدوا وظائفهم ووظائفهم في مناطق إقامتهم، وبدأوا حياة جديدة في مناطق النزوح التي وصلوا إليها.

وأشار إلى أن كثيرين منهم نجحوا في شق طريق النجاح، ومحاولة تجاوز الظروف التي فرضت عليهم جراء أوضاع التهجير القسري التي سببتها مليشيات الحوثي في ​​الحديدة والساحل الغربي.