تعد مدينة الحوطة بمديرية ميفعة محافظة شبوة واحدة من أشهر المدن اليمنية تاريخياً وسياحياً فهي المدينة التي أسسها وخططها العلامة والفقيه علي بن محمد بن عمر الحباني الخولاني سنة 727 هـ واشتهرت الحوطة بعمارتها الطينية "ناطحات السحاب" وسوقها التجاري القديم الذي كان من أهم وأشهر الأسواق اليمنية على الإطلاق وهي مدينة تتصف بجمال روعتها الخلابة وبالسلام الاجتماعي الذي سادها في الأيام الأولى حيث كانت القبائل تتجنب القتال واستخدام السلام فيها.
تلك الحوطة التي يبلغ عدد سكانها خمسة وعشرون ألف نسمة تقريباً من الأحياء السكنية أهمها: البطحة وهي سوق المدينة، الصفاف طريق صفية ، شعيب علي ، بامرصعة، با طفيف، شعب الزاد.
إن العملية العسكرية التي تشنها القوات المسلحة والأمن على عناصر تنظيم القاعدة في منطقة الحوطة مازالت مستمرة منذ أسبوع، وقد أدت هذه العملية إلى نزوح جماعي لمواطني الحوطة الذين نزحوا إلى عدد من مناطق مديرية ميفعة وخاصة وأن عملية الإغاثة تأخرت بعض الوقت.
وقد بدأت يوم ا لأربعاء الماضي في مدينة عزان عملية إغاثة المنكوبين من أحداث الحوطة حيث قامت السلطة المحلية ومنظمات الأمم المتحدة بتوزيع المعونات الغذائية "سكر ، أرز ، قمح ، زيت".
وفي تصريح لـ"أخبار اليوم" قال الشيخ / ناصر سالم باجنوب ـ مدير منظمة التكافل الإنساني المتعاونة مع منظمات الأمم المتحدة عبر منظمة التكافل الإنساني قال فيه: هناك إغاثة أولية لخمسمائة أسرة ثم سيتم استكمال بقية الأسر، ونحن نناشد المنظمات المحلية والدولية مساعدة المنكوبين من أدوات الحوطة حيث أن عددهم كبير يزيد عن عشرة آلاف نازح أو قد رأينا حال الناس في ضيق حيث وجدناهم في المنزل الواحد يسكن أكثر من مائة شخص عند أقاربهم، والوضع صعب ولابد من العمل الجاد والسريع لمساعدة هؤلاء النازحين المنكوبين.
وقال لـ"أخبار اليوم" الأخ/ علي محمد عبود ـ رئيس نادي شباب الحوطة: النازحون من منطقة الحوطة أكثر بكثير من الأرقام الرسمية وأنا شخصياً أقدر عددهم بخمسة وعشرون ألف مواطناً وهم الآن في حالة يرثى لهم، ولقد تركنا خلفنا كل غالي ونفيس، والآن هناك قلق لدى المنكوبين النازحين على ممتلكاتهم في الحوطة، حيث يخشى من أن تتعرض للنهب.
وأضاف: منذ أسبوع على هذا الوضع والناس في حالة محبطة وبحاجة مأساة إلى المعونات من غذاء وسكن وغيره ونطالب الجهات المختصة بسرعة توفير وصرف المعونات.
الأخ صالح عرم "مواطن" قال: الوضع صعب جداً في الحوطة ونحن النازحين في حالة ضريرة ولا يوجد طعام ولا ماء ولا مخيمات ونرجو المساعدة وتقديم الدعم من ماء وملبس وطعام وتوفير الخدمات الضرورية وإنقاذنا من العراء والعطش والجوع.
تدشين حملة التبرع بالدم
دشن الأخ/ عبدالله عاتق باعوضة ـ مدير عام مديرية ميفعة ـ حملة التبرع بالدم في مستشفى عزان يوم أمس الأول الخميس وكان أول المتبرعين بالدم.
وقال الدكتور/ حسين الشكلية ـ مدير مستشفى عزان ـ لقد تم اليوم تركيب وتجهيز "بنك الدم" وفتح باب التبرع بالدم حيث نعمل على تهيئة المستشفى لاستقبال أي حالات إصابة تصلنا من المنطقة ونحن في المستشفى مع الممرضين نبذل جهود كبيرة للتغلب على ظروفنا الصعبة.
"عبدالله الحداد شاب مشلول وزوجته" لايزالان عالقان في مدينة الحوطة ولم يستطيعا الخروج من المدينة بسبب ا لحالة الأمنية وتفيد المعلومات أن الكهرباء والمياه قد انقطعت عن المدينة وأكدد عدد من المواطنين عن نفوق أعداد غير قليلة من الأغنام في المدينة بعد أن ظلت في الأحواش والأكواخ بدون ماء وأعلاف.
وصل عدد النازحين إلى أحد المنازل في ضاحية الخرمة إلى مائة وثمانون شخصاً وتعرض ذلك المنزل إلى نيران صديقة بالخطأ مما أدى إلى أضرار في المنزل.. والحمد لله أنه لم يصب أحد من المواطنين.
منظمة العفو الدولية حثت السلطات اليمنية على اتخاذ تدابير عاجلة لحماية آلاف الأشخاص الذين شُردوا أثناء عملية عسكرية قامت بها ضد مقاتلين اشتبهت بأنهم تابعون لتنظيم "القاعدة" في بلدة الحوطة بمحافظة شبوة.
وقال فيليب لوثر، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه "مهما كانت طبيعة العمليات الجارية، فإن على السلطات اليمنية ضمان توفير ما يكفي من أساسيات العيش لعدد يبعث على الصدمة من الأشخاص الذين هجِّروا من ديارهم في غضون أيام ، وأنم على السلطات واجب في أن تضمن السلامة العامة، كما يتعين عليها تلبية احتياجات المشردين من الطعام والماء والمأوى والرعاية الصحية فوراً، ولا سيما فيما يخص من يمكن أن يكونوا قد أصيبوا أثناء فرارهم."
وكانت جمعية الهلال الأحمر اليمني قالت إن ما يربو على 12,000 من الأهالي المحليين قد فروا بسبب الهجوم في محافظة شبوة الجنوبية، وتشير تقارير إلى أنهم لم يتلقوا بعد أية مساعدات إنسانية.