المحامي المصري محمد منيب لـ أخبار اليوم..الأنظمة العربية المسؤولة الرئيسية عن انهيار السودان والنخب مسؤولة لأنها لم تصرخ بما فيه الكفاية

2010-10-04 07:02:54 أخبار اليوم/ خاص

قال المحامي المصري/ محمد منيب إبراهيم جنيدي - عضو المؤتمر القومي العربي ، وأمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان سابقاً : إن المشكلة الجنوبية في السودان مرت بمراحل عدة ، بمعنى أنه كان هناك العديد من المشكلات التي تم تجاهلها لأبناء الجنوب، وتم تجاهل أشياء كثيرة كان يمكن إنجازها ، بدورها تعطي مساحة من التواصل الطبيعي بين شمال وجنوب السودان -

جاء ذلك في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" رداً على إحدى استفسارات الصحيفة حول تقييمه لتعاطي النخب المصرية "حاكمة ومعارضة" مع مشروع استفتاء انفصال جنوب السودان عن شماله ..

وأوضح جنيدي بأنه في حال كانت تلك الأشياء قد تم إنجازها فإنها بالمقابل لن تعطي أسباباً ومبررات حقيقية أو غير حقيقية لا للاستعمار وأعوانه ولا لأهلنا في الجنوب طالبي الانفصال من ناحية أخرى ..

وحمل المحامي منيب الأنظمة العربية الجزء الرئيس والأكبر من الوضع الذي وصلت إليه الدول العربية جمعا من المحيط إلى الخليج إبتداءً من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ، مروراً بسقوط العراق هذا السقوط المزري الذي يعتبر " سبة " في جبين العرب جميعاً خصوصاً الحكام العرب الذين لا يستحقون أن يكونوا حكاماً أصلاً ولا حتى حكاماً على ولايات صغيرة، ولا يصلحون إلا أعواناً للاستعمار وأصابع له - حد وصفه - مشيراً إلى أن قرار تقسيم المقسم في الوطن العربي وتفتيته هدفه جعل الوطن العربي ضعيفاً في مواجهة الاستعمار ويسهل الاستمرار في استغلال ثرواته والسيطرة على موارده الطبيعية يسيراً في يد قوى الاستعمار والبغي والاستكبار الدولية .

وأكد أن المرحلة التي وصل إليها السودان ساهمت جميع دول العالم وشاركت فيما وصل إليه السودان بدءاً من النظام الحاكم في السودان نفسه، مروراً بالأنظمة العربية دون أن تحرك ساكناً محملاً النظام المصري العبء الأكبر من غيره من الأنظمة الأخرى لأن ما يحدث في السودان لا يؤثر على السودان وحده وإنما على الوطن العربي كله وبشكل خاص على مصر ..

وأفاد بأن النظام المصري لم يمد يد العون لأشقائه في السودان حتى يزيلوا بعض العقبات التي كانت ستمنع الوصول إلى فكرة الاستفتاء على الانفصال.

وأكد المحامي المصري أنه مازال هناك فرصة حقيقة لمنع إنجاح الاستفتاء لصالح الانفصال، مشترطاً في ذلك أن يشعر المواطن السوداني في الشمال وفي الجنوب بأنه حر وأن القانون سائد ويسود ويتم تطبيقه على الجميع لأن الجميع شركاء في موارد الثروة الطبيعية ومن حقه أن يتداول السلطة سلمية وأنه ليس مواطناً من الدرجة الثانية أو الثالثة أو عبيداً لإخوانهم في الشمال.

وأفاد أن التوجه للقوى الاستعمارية حول استفتاء السودان الساعي لفصل جنوبه عن شماله وخاصة التصريح الأميركي الأخير يجب أن يكون عاملاً مساعداً في إفشال هذا المخطط الاستعماري من خلال التخلص ليس من الاستعمار الأجنبي وإنما من هذه الأنظمة العربية الفاسدة.

وعن تقاعس النخب عن القيام بدورها قال أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان سابقاً: إن هذا صحيح لكن هذه النخب في النهاية هي نخب والنخب لا تستطيع أن تفعل شيئاً إلا أذا سمح لها وأفسح المجال لها وأن تتعامل مع المواطنين بشكل طبيعي، إذا كانت المصالح التي تحكم هذه الأنظمة تجعلهم يستبعدون النخب المحترمة الحريصة على مصالح الوطن لصالح المناطقية وأصحاب المصالح الأخرى، النخب التي لا تملك إلا قلماً ولساناً يمكنها أن تفعل شيئاً وحدها في مواجهة جحافل قوات الأمن الداخلية ثم جحافل الأسلحة التي تستورد من الخارج لا شيء إلا لمواجهة المواطنين إذا خرجوا في مظاهرة".

وأستدرك قائلاً: لكن النخب العربية تتحمل مسؤولية أنها لم تصرخ بما فيه الكفاية، لكن هل كان يمكن للصراخ أن يوقف هذا الانهيار لقد صرخ الوطن العربي من المحيط إلى الخليج في ليلة سقوط بغداد لكن مجرد السماح بمرور البارجات الحربية الأميركية من قناة السويس كان واضحاً أنه الباب الرئيسي لسقوط بغداد وليس غيره فمع أنظمة هزيلة مثل التي تحكم مصر أو الخليج كله مستعمرات أميركية واضحة تنطلق منها الطائرات والأسلحة والقوات لاحتلال بغداد، لا أعتقد أن النخب العربية كانت قصرت في توضيح أن هذا استعمار واحتلال جديد ومع ذلك سقطت بغداد".

وأكد المحامي المصري أن القضية ليس مشكلة النخب لكن المشكلة أيضاً في بقية الشعب العربي نفسه الذي خرجت منه هذه النخب هذا الشعب الذي يتحمل فوق ما يتحمله البشر ولا أدري لماذا".

متسائلاً: ما الذي يخاف عليه هذا الشعب لكي يثور على هذه الأنظمة الكاذبة؟ هل يخاف على فقره؟ وهل يخاف أن يدخل المعتقل؟.

ويجيب المحامي على نفسه بأن الشعب في معتقل كبير وأنه لا يملك قوت يومه فما الذي يخاف عليه هذا الشعب؟ وما الذي يبقيه صامتاً إلى هذا الحد؟

وأضاف: الشعوب إن لم تجد من يحركها تتحرك هي في حالة انفجار وغضب لكن هذا لم يحدث في أي قطر عربي حتى اللحظة، مشيراً إلى حدوث بعض الهبات هنا وهناك لكن لأنها غير منظمة ولا يوجد أن النخب السياسية تتحمل مسؤولية كبيرة إزار ذلك لذلك سرعان ما تنطفئ، مؤكداً في هذه الحالة أن النخب السياسية تتحمل مسؤولية كبيرة إزاء ذلك.

وقال: أن المسؤولية الرئيسية لا تتحملها النخب وإنما تتحملها الأنظمة الخافقة التي لا تفعل شيئاً إلا سرقة الشعب ثم تتباكى على ما تفرط فيه، وأضاف: الأنظمة هي التي تقمع شعوبها ولا تسمح لها بتداول حقيقي وسلمي للسلطة وهي التي تصر على توريث شعوبها كما تورث الجماد والحيوان وكأنها تتوارثها أباً عن جد ويحاول ت وريثها لأبنه، هذه الأنظمة هي أساس المشكلة في الوطن العربي وليست النخب السياسية".

وعن سكوت الأنظمة العربية تجاه ما يحدث للسودان قال عضو المؤتمر العربي القومي : إن الأنظمة العربية والحكام العرب يعرفون جيداً أن هذا يمثل خرقاً للأمن القومي العربي وهو خرق من القومي المصري بصفة خاصة ويعرفون جيداً أن منابع النيل مهمة وأن جنوب السودان وانفصاله عن شماله يساوي أن منابع النيل أصبحت في خطر، وهم يعرفون أن وجود قوات عسكرية أميركية محتلة في العراق هي خطر على الأمن القومي لكن هذه الأنظمة لا تفكر في مصالح الأمن القومي العربي، ولا تفكر إلا في مصالحها الخاصة حيث تصحو من نومها لكي تفكر بطريقة جديدة لنهب أموال الشعوب الفقيرة المنهوبة أصلاً، وتفكر كم من الملايين يمكن أن تودع في حساباتهما في البنوك الأجنبية، وهي لا تفكر في مصالح شعوبها ولا في مصالح أوطانها .

وقال: إنه لا يمكن على الإطلاق إعفائهم بمنطق أنهم أغبياء أو بمنطق أنهم لا يعلمون، هؤلاء الكاذبون الذين يقبعون على رقابنا في الوطن العربي، هؤلاء يخونون شعوبهم وأرضهم ويفرطون في عرضهم بيأس شديد.

وأضاف: أنظر ماذا يفعلون عندما يطلق النار على الأطفال جهاراً نهاراً في غزة، ومن الذي يحاصر غزة هل ا لصهاينة؟ الصهاينة يحتلون فلسطين ، وحصار غزة مسؤول عنه الشعوب العربية القريبة من غزة، والنظام المصري".

وأكد أن الأنظمة العربية لا تشغلهم بناء الأوطان، ولا المصالح الاستراتيجية ويشغلهم فقط كيف يظلوا جالسين على عروشهم أو كراسي السلطة، وكيف يضمنوا انتقال السلطة لذويهم حتى لا ينفضح أمرهم عندما تنتقل السلطة إلى غيرهم.<

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد