في قرار استكمال دوري الثانية

خنفر أبين.. إما أن يجمع لاعبيه من المدارس.. أو أن يكون في اتجاه العقوبات!!

2011-09-08 14:59:13 أخبار اليوم / خاص


ما بين صدور قرار الاتحاد اليمني لكرة القدم باستكمال دوري الثانية المتوقف منذ ما يقارب ستة شهور – قبل انطلاق ثورة الشباب والتغيير في البلد بشهر - يطل فريق خنفر إلى الواجهة كونه يعيش أوضاعا مأساوية صعبة بوجودة تحت لهيب النار وانفجارات مدوية لأسلحة ثقيلة تدك بها حصون المدينة تارة باتجاه ما يقال عنهم متمردون، وتارة باتجاه منازل المواطنين والمرافق الحيوية بالمدينة في إطار شمولية اللغز الكبير الذي يمارس فيه النظام عبر وزارة الدفاع خط بعيد عن الاستيعاب من قبل المتابعين، بعد أن مرت الشهور عليه دون الخروج بشيء على الواقع.. فخنفر الفريق الوحيد لأندية أبين في منافسات دوري الثانية، وهو جزء في مجتمع هذه المحافظة التي تناثرت أوصال مدنها، ونزح أهلها بعيدا جراء ما تشهده من عنف وإراقة للدماء في كل يوم ولحظة منذ شهور عدة.. ومع ذلك لم يكن الاتحاد العام لكرة القدم في تلك اللحظة التي أراد بها العودة بمنافسات هذا الدوري قادرا على الارتكاز على وقائع ما يدور، وخصوصا هذا النادي الأبيني الذي كان قبل الثورة في مسعى للارتقاء بنفسه لبلوغ دوري الأولى للمرة الأولى في تاريخه ما بعد الوحدة اليمنية.
فالقرار المخيب لم يحدد بأي حال من الأحوال عن كيفية التعامل مع خنفر بصفة خاصة في ظل ما يعيشه من شتات بفعل ما يدور، فمعظم لاعبيه يتواجدون في أماكن متفرقة من مدارس عدن ولحج كجزء من مئات الأسر التي نزحت وهربت من جحيم ما يدور، مما يجعل الأمر يرمي بنفسه مجددا باتجاه التساؤل.. هل سيكون مصير هذا النادي كشقيقه في المحافظة وممثلها في دوري النخبة حسان الذي أصر حينها القائمون على الشأن الكروي بأنهم غير معترفين بشيء، وأن عليه التواجد في المباريات وإلا ستطبق عليه لوائح تفصيلية، وهو ما تحقق فعلا بقرار تهبيطه؟!!..وعلى ذلك سيكون على خنفر الذي يعيش أوضاع زادت في صعوبتها ما كان يمر به الشقيق الأحمر في الاتجاه والمصير نفسيهما في ظل غياب صوت المنطق والعقلانية الذي يقرأ واقع الحال، ويقر بصعوبة أن يكون هذا النادي حاضرا في معمعة منافسات هي في الأصل قد فقدت شرعيتها منذ أوقات سابقة.
المتابع للوضع الكروي يقر أن وضع أبين والبلاد لم يعد فيه أية مساحة جيدة لإقامة مباريات دوري أو ما شابه حتى وإن تم القفز على مفردات واقع الحال والبحث عن حلول كالتجمعات الكروية في محافظات يقال إنها بعيدة عن التوتر.. فهذا النادي ليس مشكلته في أنه قد سرح لاعبيه أو التنقل ما بين محافظة وأخرى كما هو حال الأندية الأخرى، وإنما مشكلته أكبر وأثقل من ذلك بكثير، فاللاعبون يعيشون حالة من الشتات النفسي والمعيشي والذهني جراء قتل ذويهم وإخوانهم وأسرهم في هذه الحرب التي لا يعرف على أي أسس تقوم، ومن هم إطرافها، وكذا جراء مغادرتهم مع أسرهم إلى مواقع أخرى بعيدة عن الديار كنازحين يجعل الكثيرون منهم يفترشون العراء، ويبحثون عن ما يسد حاجة أسرهم ومتطلباتها في وضع إنساني صعب يتجاهلهم فيه النظام، ويكتفي برمي الصدقات التي لا تكفي.
الآن على أصحاب الشأن أن يفقهوا، وأن يتعلموا، وأن يكونوا في اتجاه المسئول لتغيير واقع المعطيات التي جاء بها قراراهم الأخير الذي - للأسف - لم يكن في اتجاه جيد لينفصل عما سبقه من قرارات مسيئة لهم ولكرة القدم اليمنية، وذلك بعودة جيدة والاعتراف بالخطأ لترميم شيء مما عصفت به الأيام الماضية بقرارات عوجاء ابتعدت عمن الدقة في التحكي مع الوقت والظرف حتى نستبين أن هناك أناسا يفقهون ما يعملون، وأن الخطأ ليس بعيب، وإنما الاستمرارية فيه هو الخطأ.
خنفر من بعد حسان يصرخ في وجه القرارات التي لم تراعِ شيئا، وبدت في اتجاه تسلطي.. وإلا فليذهب الاتحاد بقيادته ولجنة المسابقات فيه إلى الوقوف على حال لاعبيه وملاعب المدارس التي يتواجدون فيها لعلهم يجدونها قادرة على استعياب مباريات دوري الثانية الذي لا أجد مبررا لعودته بعدما مرت الشهور التي تكفي لإنجاز موسم بحاله في باقي البقاع.. وللحديث بقية.
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد