ظل بلا رؤية طوال فترة وجوده وتقلبت موازينه في كل الأحداث التي شهدتها البلاد

الجيش اليمني مغيب في الأحداث التي شهدتها البلاد ولا تزال ، ووضع غير في المكان الذي يفترض أن يكون فيه

2011-10-20 05:30:28 تحليل/ عبدالرب الفتاحي


من يقرأ التاريخ اليمني سيجد معظم الأحداث والتغيرات تمت على يد الجيش، خاصة ما بعد الثورة، فالتعاطي مع وضع الجيش أو هذه المؤسسة يضع أكثر من خط حول مكانها وتداخلها وكيفية ترسيخ العديد من الثوابت التي جعلت منها مجرد سلم يصل بها البعض إلى أهدافهم
وغيبت هذه المؤسسة العسكرية المهمة في اليمن من دورها الأساس المنوط على عاتقها في حماية هذا الوطن وسيادته ومقدراته ولم يتم العمل على إيجاد مؤسسة مستقلة ولعل الخوف من هذه المؤسسة ودورها الريادي في حماية البلاد ومقدرته جعل منها مؤسسة  قابلة للتوريث ،وهو ما تم إحداثه خلال العقود التي مضت من تاريخ اليمن المعاصر والحديث..

لعل الأسباب التي جعلت المؤسسة العسكرية اليمنية في حالها الذي وصلت إليه اليوم هو غياب المؤسسة العسكرية المستقلة ولو وجدت هذه لكانت الأمور أفضل بكثير من أن تنقسم إلى صفين،
هذا الانطباع يفسر مأزق السياسة في اليمن و التي تم إحداثها في فترة ما بعد نهاية السبعينات لذلك كان هناك تفسيراً وقتياً يبرهن به البعض حول إمكانية الجيش اليمني الذي كانت درجته التدميرية في الداخل أكثر من أن يظهر كفاءة على الحدود أو يملك بعداً عن العدو الخارجي وتسود الكثير من التفسيرات عن بقاء الجيش اليمني في المدن واحتمالات هذه التواجد الذي أصبح الآن واقعاً كارثياً ودامياً أيضاً
لقد كان الاشتراكيون بعد تحقيق الوحدة يدعون إلى إخراج الجيش من المدن لِمَ لذلك من تهديد على مستقبل الناس وقد يكون له موقفاً سياسياً وإرهاباً واضحاً للمواقف وقناعات المجتمع لكن ذلك لم يكن يرغب البعض خاصة في فترة ما بعد الوحدة مباشرة لكن اليوم أصبح هناك من يدعوا أن يكون الجيش وطنياً وبعيداً عن المدن وله ثكنات تبعد مئات الكيلو مترات عن التجمعات السكنية التي تقصف في كل لحظة لمجرد أنها لم تعد تطيق المزيد من الذل وانعدام الخطوط التي يتحدد من خلاله الطريقة والمبدأ التي ينتمي الجيش لها..

الجيش الذي يدعم حق الشعب في اختيار ثورته السلمية يكون مبدأه مقبولاً لدى الشعب
الجيش الموالي للثورة والذي يدعم حق الشعب اليمني في اختيار ثورته السلمية بأسلوبه جعل مبدأه مقبولا لدى أفراد الشعب اليمني وكذا عند الآخرين، فيما يقف الجيش الموالي للنظام حالياً موقفاً لتحطيم إرادة الناس، حيث تجد قوات الجيش الذي لا يزال يدين بولائه للسلطة يضرب المدن والأرياف التي تشهد أحداثاً ثم يحاول تغيب الحقيقة وهذا كله يتنافى مع الدستور ويرجع سبب ذلك إلى أن العقلية التي تدار بها ما يسمى بالقوة التابعة للسلطة تتخيل أن القتل والتدمير جزء من إستراتجية مفقودة لم يتم التأسيس له في الجوانب الخارجية والاضطرارية وهذا ما جعلها تعمل بطريقة عشوائية بعيدة عن أخلاقيات وقيم المجتمع الذي وجدت منه
 الأهم من ذلك أن ما يقوم به الجيش الموالي للسلطة من قصف وتدمير ناتج عن اعتقادهم بأن هناك من يريد تدميرهم هذا هو السبب في اتخاذ أكثر الأساليب بشاعة وهذا متاح أمامهم في الوقت الحالي ليمارسوا ذلك القصف الذي يؤدي إلى قتل الأبرياء وتدمير المساكن ويستخدمون قوة مفرطة ناشئة عن خوف ليس مرتبط بأخلاقيات المجتمع اليمني
مما يدل دلالة واضحة على أن الجيش اليمني الذي تم تأسيسه منذ فترات حكم الإمام يحيى بعد حروبه مع بريطانيا والسعودية ومحاولته إيجاد التوازن الذي يوصف في سلوك الردع لم يملك إستراتجية أساسية تجعله يفكر كيف هي علاقاته مع شعبه وكيف يحمي النظام الأساسي الذي ينبثق من الدستور والقوانين الداخلية أن وجدت في تنظيم وتسيير واقع القوة بشكلها العام

أضحت مهمة الجيش الأساسية حماية مصالح الأفراد
وتظهر الحقائق أن الجيش اليمني وجد لغاية داخلية فقط الغرض منها ضرب من يحاول الخروج على النظام كأشخاص بدليل أن الممارسات التي تم إحداثها لحماية مصالح الأفراد، خاصة و أن الكثير من أفراد الجيش يعانون من ضعف الدخل الفردي لهم مقارنة بدخل أفراد الجيش في دولة عربية، ففي الأردن وهي أفقر من اليمن من حيث الموارد يصل راتب الجندي فيها إلى 400دولار كونها تعتمد  في تغطية النفقات الداخلية على نظام إداري صارم وكذلك الموارد القليلة ومعظم المساعدات تعمل على ترتيب مكان هذه المؤسسة..
أما اليمن فيبدو ذلك مختلفاً فهناك موارد نفطية كبيرة يتم حجبها وتصديرها إلى الخارج دون وجود مركز معلوماتي لكشف حجم تلك الصادرات وهناك موارد متنوعة، الأمر الذي يخلق تهديدات مختلفة داخلية وخارجية تواجه الجيش اليمني والسبب يرجع إلى أن وجود مؤسسة داخلية تضبط مكان تحرك هذه المؤسسة مغيب ومشوش
ومعظم الصراعات والحروب التي تم ممارستها خلال 49عاماً تدل على حالة من الإرهاق والنزيف الداخلي الذي ضرب كيان الجيش خلال تعدد فترات النظم السياسية ولم تكن هناك فترة هادئة ماعدا تلك المرحلة التي وصل فيها إبراهيم الحمدي إلى الحكم وما قام به من خلال إعادة بعض التصورات التي تخدم الصالح العام والخارجي أو على المستوى الداخي سواء كان ذلك في الشمال والجنوب رغم أن هناك من أرد أن يدخل الشطرين في حروب متعددة تفقد الكيانين القوة التي يتمتعا بها ويخوضان حروباً مخطط لها من خارج الحدود لكن ذلك فشل لكنه عاد بعد انتهاء فترة الحمدي

خطورة بقاء الجيش بلا إستراتيجية والتحديات التي تواجهه
 وتعود خطورة بقاء الجيش اليمني بلا إستراتجية إلى أن هناك تهميشاً تم له من خلال إحداث عملية في تحديد مهامه وكذلك في بسط السيطرة المناطقية عليه وتدمير إحساسه الوطني في ابعد الحدود وجعل المؤسسة العسكرية تعاني من مشاكل متعددة أفقدتها هيبتها وجعلتها تحتسي أثار تلك السياسات التي تم وضعها في كل فترة
 لكن ما يظهر حجم التحدي أن بعض الأطراف العسكرية مازالت تراهن في بقاءها على شخص وتعمل على التضحية بكل مبادئها حتى تحقق الرغبات الشخصية والعائلية وكان بإمكان هذه الأطراف اليوم الاتجاه إلى تحقيق الاستقلالية الأساسية لهذه المؤسسة من خلال مركز ليس مرتبط بالسياسة ولكن يمكن في ارتباطها بالمصالح العليا للبلاد دون وضعها في حالة جاهزية في خدمة المهربين وناهبي الأراضي وهذا كله ناتج عن غياب المرتكزات القانونية في قائمة العمل المؤسسي للجيش، مما جعلها مرتبطة بالقضايا الهامشية ومارس البعض من القادة أعمال قتل تمت لبعض المواطنين وإدخاله وظيفة الجيش في الجوانب الشخصية والأسرية وكذلك ارتباطها بالمصالح التي تخدم الكبار، مما جعل الجندي ينفذ شيئاً لا يخدم الغاية التي من خلالها جاء الجيش وعلى أساسها بنُي وهي حماية المصالح العليا للبلاد داخليا ومنع الظلم والاستبداد والنهب والوقوف أمام ما يؤدي إلى تدمير اليمن ومواجهة الانقسامات الفكرية والمذهبية والجغرافية وإيقاف حكم الفرد والعائلة المنطقة.
 هذا هو الأسس المنطقي الذي يجب أن يتعرف عليه كل أفراد الجيش في اليمن حتى ينطلقوا ليلبوا مطالب شعبهم ويجنبوا بلادهم الدخول في أي صراع دامي يغرس الكراهية والعقد من جديد ولذلك تبرز هيمنة الأخطاء السابقة التي منعت تكوين مؤسسة مستقلة في الجيش تقوم بدورها وترتبط بإنقاذ المصالح الداخلية التي أصبحت مهددة نتيجة الحالة الراهنة التي حولت الجيش ليكون طرفاً في صراع الخاسر منه الوطن والمجتمع بكل فئاته من خلا ل تحويل جزء من الجيش ليخدم مصلحة أطراف هي سبب في كل ما يحدث من أزمات داخلية وفرضت نفسها كما لو كانت جزءاً من تاريخ المجتمع الذي يحاول اليوم وضع نفسه في المسار الصحيح من خلال التخلص من سياستها في كل الاتجاهات، فهي كانت وراء الكوارث والأضرار التي لحقت بالناس في المستوى الاقتصادي والصحي والتعليمي من خلال فقدانها للمسؤولية واهتمامها بالمصالح الشخصية في دائرة التسلط التي كان مقدر لها أن تستفيد منه ما قبل اندلاع الثورة الحالية

الصراع على الجيش
عندما جاءت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كان الذين قاموا بهذا الانجاز هم الضباط الأحرار وما بعد تلك الفترة حدثت حرب الملكيين بدعم خارجي من أجل إعادة اليمن لتكون في إطار حكم ملكي لم يكن ذلك برغبة من البدر ذاته ولكن كانت تلك الأطراف ترى أن الثورة اليمنية يجب أن تستلم لليأس وعلى الناس أن يشعروا أن فترة الأئمة كانت أفضل من فترة لم تنتهي الحروب فيها لسنوات وهي فترة الجمهورية وخاض الجيش معارك بمساندة الجيش المصري في تلك المرحلة، لكن حدث أن وقع تأمر من أجل التخلص من القادة الأساسين للجيش وهم الذين كانوا ينخرطون بطريقة فعلية تحت دائرة الجيش وكان ذلك في فترة انتهاء الحرب مع الملكيين وتم قتل الكثير من القادة بطريقة مهينة من أجل وضع تلك الألوية العسكرية مثل معسكر المظلات والصاعقة التي كانت تقع في دائرة الانخراط المؤسسي للدولة وكانت تهدد أي تصرف يجعل الثورة تتعرض لأي خطر قد يأتي عليها ولذلك فإن القضاء على هذه الألوية يجعل من السهل إحداث انقلاب على نضال اليمنيين في تلك الفترة وما حدث بعدها وكانت الغاية التي تم على أساسها الدخول في حرب بين القوات المسلحة اليمنية هو المواجهة المبكرة لأي حلم في أحداث مؤسسات تعتمد على القوة الفعلية على الأرض، لذلك كان عمل تلك القوى النافذة محدوداً في إفشال أي محاولات في السيطرة على الجيش في القادة والهيئات الوطنية التي كانت تحاول فرض ذلك ما بعد الثورة.
 في 8أغسطس كانت هناك معارك نشبت بين قوات الأمن المركزي والمدرعات من أجل السيطرة على لواء الصاعقة بقيادة عبدالرقيب عبدالوهاب وتلك الوحدات التي كانت تقف إلى جانبه مثل لواء المظلات والمدفعية كان حسن العمري يعمل بكل قواته من اجل إنهاء الدور الذي احتاج إليه كل المتطلعين إلى الثورة وتحقيق الجمهورية على أرض الواقع وعندما تم التخلص من عبدالرقيب ثم التوريث لهذه الأولية وتم وضعها في النفق الشخصي بحيث انتهى دور أي مجابهة بين الخيار الوطني وذلك الذي كان مرتبط بمصالحه، أما صاحب الخيار الوطني فإنه كان يرغب في تحقيق إستراتجية يعمل وفق إطارها برغم أن هناك من كان يسعى لتوجيهها للتصدي للنزاع الذي كان يجري في اليمن الآخر الذي كان يمتد إلى الجنوب واندلع حرب 1972والتي كانت حرباً غير متكافئة بين قبائل وبين جيش في قيد التأسيس في الجنوب لكنه كان قوياً ولديه نزعة في بداية ارتباطه بمؤسسة تعمل على تحقيق التطور له
وسياسة تكوين الجيش في عهد الحمدي ومرحلة ما بعد الحمدي
من الأسباب التي جعلت الحمدي يقوم بالانقلاب الأبيض من خلال رضا الارياني ذاته هو الانشقاقات الواضحة التي كانت بينة في صفوف القوات المسلحة وسيطرت أطراف عملت على تحقيق المنافع الشخصية من خلال قدرتها على رسم الطريقة التي تجعلها قدرة على إفشال قرار الرئيس الارياني ذاته
 ولذلك عمل الحمدي على تحقيق الاستقلال للقوات المسلحة من خلال إثبات قدرته في اختيار القادة وإبعاد المؤسسة العسكرية عن النزاعات الشخصية والمصالح وعملت القوات المسلحة في تلك الفترة على الاهتمام بالنزاعات البعيدة ولم يكن لها أي تأثير على المجريات السياسية، كان الحمدي يفضل اختيار الأسلوب الحواري والنقاشي ولكن أحيانا يتم وضع الجيش في مواجهة بعض الاختلالات التي كانت تعمل على إظهاره عاجزا، فالقادة الذين تم اختيارهم كانوا على درجة كافية من الكفاءة كما أن الأفكار المستقبلة في تطوير الجيش وتحديد مهامه كان الإعداد لها جارياً، فالخطة الخماسية ركزت على التعليم والصحة والطرقات، لكن توزيع الجيش كان واضحاً وفق الإطار الوطني العام، كان الجيش في تلك الفترة منتشراً في المناطق التي تعاني فراغاً أمنياً وهناك حركات تهريب وعملية كانت تحدث لتقلق الناس ولذلك تم إيجاد الأسس والأفكار التي كانت تطرح من أجل وضع الكثير من الألوية ونشرها وفق الجانب السيادي ومحاربة بعض الظواهر التي كانت تعمل في مناطق لم يكن للدولة أي اثر فيها وكذلك كانت المناطق الجنوبية سواء من حيث تدخل الأطراف التي انقلبت على قحطان الشعبي ثم قتلت فيصل عبداللطيف وكذلك تلك التي عملت فيما بعد على رسم منحى الجيش في الجنوب.
بمقتل الحمدي تم إعادة الجيش في اليمن الشمالي لكي يخدم مصالح الفرد وتلك الأطراف التي كان له دوراً في قتلته وقام الغشمي بعملية تصفية تمت بحق الذين كانوا يقفون إلى جوار الحمدي مثل أحد قادته ومدير مكتبه وغيرهم ثم انتهت فترة الغشمي لتأتي فترة علي عبدالله صالح والذي بعدها بشهور معدودة حدث انقلاب الناصريين الذين كان معظمهم من محافظة تعز وحدث إعدام عبر مراحل متعددة وتم تصفية كل الرتب والقيادات وتم ربط الجيش بالمنطقة الواحدة والعشيرة الواحدة دون أن يتاح لأي فرد رفض الرئيس أو اتخاذ ضده موقف مسبق في عدم الانسجام معه وظلت فترة الثمانينات فترة الارتباطات في تهيئة العمل العسكري بطريقة تعتمد على النسيج المقرب واستمرت حتى بعد فترة تحقيق الوحدة التي ارتبطت بجيشين مرتبطين احدهما بنهج حزب والأخر بمصالح فرد أو جماعة ومن الأسباب التي أدت إلى نشوء الحرب هي الاعتقادات السابقة التي ظلت تربط الطرفين بحالة خوف من بعضهما من خلال تمسك كل طرف بقوته وبذلك اندلعت حرب 94ومانتج عنها من آثار لازالت اليمن تدفع ثمنها حتى الآن، لكن خلال الحروب التي نشأت في حرب صعدة أظهرت كل الدلائل أن غياب إستراتجية الجيش الوطني وكذلك سوء التخطيط وعدم وجود الكثير من القادة في تلك المعركة وربط المعركة بمصالح إقليمية لذلك كانت تلك الحروب الخمس ثم السادسة حالة قاسية تحملها الجيش بمرارة نتيجة غياب كل الأساليب والتطورات وإدخاله في مسارات متعددة الغرض منها التصفية لطرف دون آخر وكانت تلك الحروب خطأ ارتكب من خلال محاولات شتى تم إجراؤها من اجل إطالة أمد الحرب وإدخال أطراف إقليمية في ذلك النزاع أيضاً.

أهمية تحقيق الاستراتجية للجيش

تستدعي الضرورة الآن أن يكون هناك اهتمام إلى تحقيق استقلال واضحة للجيش من خلال إبعاده عن النزاعات الشخصية والعائلية والإقليمية، فالجيش اليمني يمتد حتى الآن عبر مراحل دموية خاضها وكان موقفه سلبياً للغاية لعدم وضوح المؤسسة التي تحكمه ونتيجة لارتباطه بنظام الحكم في اليمن فقد تم إحداث الكثير من الأضرار على مصالح الناس وتم خسارة الكثير من الأرواح من قبل المنتسبين لهذه المؤسسة، كما أن عدم وجود جهة استقلالية للجيش ساعد في هيمنة أطراف عملت على الاستغلال المادي والمعنوي على هذه المؤسسة وعملت على ادخلها لتكون جهة تخدمها سواء في التهديد وتحقيق التوازن الذاتي وكذلك ابتعاد الجيش عن الجانب المراقبي والقانوني جعل أفراد الجيش يتعرضون للكثير من التظلمات ومنع تحقيق القدرة في تكوين جيش توازني إقليمي من أهم عناصر وجوده منع الاستبداد والتحزب والمناطقية وإلجام أي طرف يقوم بالاعتداء على الأراضي السيادية.
القضية في الوقت الحاضر أن هناك ثورة وعلى الجيش سواء ذلك الذي يرتبط بالثورة أو ذلك الذي يقف موقفاً معادياً لها أن يدخلا في إطارها حتى يكون ذلك الجيش الخاضع لسلطة بعيدا عن مصالح قادته الذين لهم أخلاقيات غير ملتزمة والذين اشتركوا في سلب الكثير من الأراضي وقاموا بمنع تطور المناطق سواء في عدن أو الحديدة 
فالكثير الذين يقفون إلى جوار من يواجه الثورة يدركون أنهم اخطأوا ويعتمدون على الجيش من اجل خداعهم والقول لهم إن الثورة هي تصب في خانة الإضرار بالمصالح الداخلية، كما أن الذين يقفون مع النظام لازالت تفكيرهم مناطقي وعليهم إدراك أن اليمن وطن الجميع وأن الثورة هي ملك الكل والجيش لابد عليه أن يكون حامياً للمجتمع ومؤسسات الدولة ويمنع سيطرة فريق طالما عمل على سلب كل الممتلكات ومنع الاستثمار وتجاوز كل الحدود معتمداً عليهم وفي الأخير يريد إدخالهم في حروب تصب في مستوى إعادة الاستبداد والفساد فارضاً مصالحه كما لو كانت هي كل شيء .
والجيش الذي يقف ضد الثورة عليه مسؤوليات كبيرة وعليه أن يختار الموقف المناسب الذي سيعطي لليمن دفعة قوية حتى يتحقق مبدأ الدولة المدنية ذات المؤسسات الاستقلالية دون أي سيطرة مطلقة ومن أي جهة وهو الضامن لهذه الاعتبار من خلال الانضمام الكلي لكي يقف أمام أي توجهات تصب في الانتقاص من الثورة وهذه لن يتم إلا من خلال إعادة هيكلة الجيش من جديد وبروح أخرى غير تلك التي تم اعتمادها سابقاً.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد