- زاوية يومية رمضانية مخصصة للإجابة على أسئلة واستفسارات وفتاوى القراء بكل ما يهمهم في حياتهم اليومية ولا سيما قضايا الصيام يجيب عليها الشيخ/ الدكتور/ عقيل بن زيد المقطري- عضو هيئة علماء اليمن وعضو رابطة العلماء المسلمين-.


مات شخص وعليه صيام فما الواجب على أوليائه

س: والدي كان مريضا بروماتيزم مفصلي قبل وفاته بست سنوات، وازدادت علته ولم يكن يصوم رمضان فما الواجب عليّ الآن هل أقوم بإطعام مساكين عن كل يوم لم يصمه؟

ج: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

إذا كان والدك في فترة مرضه يشق عليه الصوم كما يعلم الله ذلك من حاله فيسقط عنه الصوم وينتقل إلى الإطعام قال الله تعالى (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) فإن كان الأمر كذلك فأطعموا عنه عن كل يوم مسكينا.

حكم غسيل الكلى أثناء الصوم

 ج: هل غسيل الكلى أثناء الصوم مفطر أم لا؟ علما أن الغسيل الكلوي له طريقتان:

الأولى: الغسيل بواسطة آلة تسمى الكِلية الصناعية، حيث يتم سحب الدم إلى هذا الجهاز, ويقوم الجهاز بتصفية الدم من المواد الضارة، ثم يعود إلى الجسم عن طريق الوريد.

الثانية: عن طريق الغشاء البريتوني في البطن، وذلك بأن يُدخَل أنبوب صغير في جدار البطن فوق السُّرة, ثم يدخل قرابة لترين من السوائل تحتوي على نسبة عالية من السكر الجلوكوز إلى داخل البطن, وتبقى في الجوف لفترة، ثم تسحب مرة أخرى، ويكرر هذا العمل عدة مرات في اليوم.

س : فما أثر هذا الغسيل بنوعيه على الصوم، وهل يحصل به فطر؟

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين                  

 الجــــــــــــــــواب:

 فبعد التأمل في طريقتي غسل الكلى (البريتوني، وطريقة الكلية الصناعية) والنظر في كلام العلماء فقد تبين لي أن للعلماء قولين:

 الأول: القول بإفساد الصوم واستدلوا بدليلين الأول: أن غسيل الكلى يزود الجسم بالدم النقي وقد يدخل إلى الجسم مواد أخرى مغذية.

 الثاني: قياسا على الحجامة لحديث أفطر الحاجم والمحجوم.

القول الثاني: القول بعدم إفساد الصوم فإدخال الدم وإخراجه لا يفطر الصائم واستدلوا بحديث أن النبي- صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم وقالوا بنسخ حديث أفطر الحاجم والمحجوم، وردوا على قولهم بالقياس بأنه قياس مع الفارق من الناحية الطبية ذلك أن الحجامة إخراج دم فاسد ولا يعوض ببديل بينما غسيل الكلى إخراج دم محمل بالسموم وإعادته نقيا بل يضاف إليه بعض المواد الأخرى مغذية وغير مغذية..

والذي ترجح لي أن إخراج الدم ليس من المفطرات ودخول الأشياء إلى الجوف من غير المنافذ المعتادة ليس من المفطرات كذلك إلا إذا كان مغذيا يقوم مقام الطعام والشراب وذلك كالجلوكوز مثلا وهو مما يستخدم أثناء غسيل الكلى فإن ثبت طبيا أنه يبقى شيء من الجلوكوز في الجوف أو في الدم أثناء الغسيل بإحدى الطريقتين وتحدث به التغذية فيكون غسيل الكلى مفطرا ومفسدا للصيام وإن لم يثبت طبيا بقاء شيء أو بقاؤه, لكنه لا تحصل به التغذية فالأصل صحة الصوم ولا يقال بفساده إلا بدليل هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

س: يا شيخ عندنا النهار طويل لمدة 18 ساعة من الساعة 4 فجرا إلى الساعة 10 مساء فهل يصير أن نفطر على توقيت مكة وخاصة أننا سمعنا فتاوى بهذا الأمر فما صحة هذه الفتاوى؟

ج: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فإن الله تعالى العليم الحكيم حين فرض على عباده المؤمنين الصيام عالم سبحانه وتعالى باختلاف الأوقات من بلد إلى آخر، وأن الإمساك سيكون في بعض البلدان قصيراً وفي بعضها طويلاً، ويعلم سبحانه أن بعض البقاع لا يكاد يغرب فيها قرص الشمس بل يغرب ويطلع في نفس الوقت، ولهذا فقد ربط الله سبحانه وتعالى الصيام بطلوع الفجر وغروب الشمس، فقال سبحانه وتعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة:187] وقال عليه الصلاة والسلام: «إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم».

وعلى هذا فكل بلد يلتزم في إفطاره بغروب الشمس سواءً طال النهار أم قصر، ولا يصلح أن يفطر القاطنون في أوربا وأمريكا على توقيت مكة المكرمة، لكن البلدان التي لا تغيب فيها الشمس أو يكون غيابها لدقائق معدودة تمسك وتفطر على توقيت أقرب بلد لها يكون فيه ليل ونهار.

والخلاصة أن عليكم في دولة هولندا أن تصوموا هذه المدة الزمنية "ثمانية عشر ساعة "ولا يجوز أن تفطروا على توقيت مكة، واعملوا أنكم تؤجرون على ذلك أجراً عظيماً فالأجر على قدر النصب والتعب، وأسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على طاعته، وأن يجنبنا معاصيه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

س : أنا فتاة ابلغ من العمر 24 عاماً عندما كنت افطر رمضان لا استطيع أن اقضي وذلك لأني اتعب تعبا شديدا مما يؤدي إلى إصابتي بالإغماء فكانت والدتي تخرج عني، فهل عليّ أن أصوم تلك الأيام التي لم أقضها، وإذا لم أكن اذكر عددها بالتحديد، يرجى إرشادي فضيلة الشيخ؟

ج : إن كان السبب المرض وكان المرض يرجى برؤه فأنت معذورة وعليك القضاء, لكن إذا كان المرض لا يرجى برؤه فتطعمين عن كل يوم مسكين فإن كان مرضك من النوع الأول فعليك القضاء الآن واجتهدي في تحديد الأيام التي أفطرت فيها ولا يلزم التتابع في الصيام والله أعلم.

س : عليّ قضاء من شهر رمضان السابق وانا الآن حامل واخشى على حملي واتعب بشدة فهل أطعم مسكين عن كل يوم وأصوم ما عليّ من قضاء بعد وضعي.. أرجو إرشادي جزاكم الله خيراً؟

ج : بل الذي عليك أن تقضي الصيام فقط بعد الوضع لأن هذا هو ما أوجبه الله عليك ولبعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين رأي وهو إذا مر رمضان ولم تقض فعليك القضاء والكفارة فإن كان بإمكانك أن تطعمي عن كل يوم مسكينا وتقضين الصيام فيما بعد الوضع فذلك أحوط.

*
-يسرنا أعزاءنا القراء استقبال أسئلتكم واستفساراتكم واستفتاءكم عبر البريد الإلكتروني alhosam45@gmail.com أو عبر رسالة جوال أو واتس اب على الرقم التالي (773682093)