مُدير مُستشفى الأمل للطب النفسي لـ "أخبار اليوم"..

أكثر من 25% مُعدل الزيادة في الأمراض النفسية بشكل سنوي والصراعات والوضع الاقتصادي إحدى الأسباب

2014-09-04 13:53:14 حاوره/ماجد البكالي

أرجع الـ د/ سامي محمد الشرعبي- مُدير مُستشفى الأمل للطب النفسي بصنعاء- أن الرجال يفوقون عدد النساء المرضى الذين يأتون إلى المستشفى, لا يعني ذلك أن الرجال أكثر عرضة للأمراض النفسية من النساء ولكن هناك معوقات كثيرة المتمثلة بالعادات والتقاليد هي من تجعل الأسرة اليمنية لا ترسل بالمرأة المريضة إلى مستشفى الطب النفسي، مضيفا إن ثمة أشخاص يأتون بأمهاتهم أو أخواتهم إلى المستشفى ثم بعد ذلك لا يعودون إلى زيارتها بسبب الخوف من العادات الاجتماعية في المجتمع.

وكشف الشرعبي لــ "أخبار اليوم" بتواجد 10نساء و6رجال في المُستشفى أمضوا سنوات ولا نعرف أسرهم, موضحا: تفاجأنا عند العودة لبيانات تلك الأُسر أنها بيانات كاذبة ودلسوا بها على المُستشفى ما يعكس النية المُبيتة للخلاص من المريض والبراءة منه تماما, بل ووجدنا أن بعض الأبناء لكي يرضي زوجته يخلص من والده أو والدته بوضعه بالمستشفى ثم الانقطاع عنه تماماً.

تشخيص..

وعن تشخيص المريض النفسي قال الشرعبي: إن تشخيص المرض النفسي وعلاجه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأسرة المريض وليس كباقي الأمراض الأخرى والتي يتم فيها التعامُل مع المريض فقط في التشخيص أو العلاج, ويتوجب الجلوس مع المريض وأسرته لتحديد زمن المرض.

ولفت الشرعبي إلى أن تحسُن وشفاء المريض النفسي مرهون عوامل تتمثل في الأسرة، والمريض والمستشفى وأن اهتمام الأسرة بالمريض ومتابعة حالته يساعد في تحسن وشفاء المريض.

وعن الأطفال المرضى كشف الدكتور الشرعبي عن حالات أطفال مصابين بالمرض النفسي لا تتجاوز أعمارهم الــ 14 عاما, موضحا أن من الصعب أن نضع الأطفال المرضى مع كبار السن ومشروعنا الخاص بإنشاء مركز مُتخصص بالأطفال والنساء في صدد المناقشة مع أمين العاصمة.

وتحدث الشرعبي عن دور أُسرة المريض ومُجتمعه لاسيما في تعاملهم مع المريض بعد خروجه من المُستشفى, مُشيراً إلى أن عددا كبيرا من المرضى وبعد تحسنه بالمُستشفى ينتقل إلى أسرته ومُجتمعه وتتعامل معه الأسرة والمُجتمع على أنه مجنون, ويسمع ذلك نداءات متعددة تصفه بالمجنون فتتراجع حالته النفسية سلباً وتتطور نحو الخطورة والجنون.

علاقة تكاملية..

وعن العلاقة بين المرض النفسي والجنون يؤكد بأن المرض النفسي هو بداية الجنون والخطوة المؤدية إليه, ولكن المجتمع هو من يساعد على تطوير حالة المريض النفسي إلى الجنون عندما يتكرر نعت المريض النفسي بالمجنون من قِبل أفراد المُجتمع ونتيجة لكثرة التعامل معه بهذا الشكل يتولد لدى المريض وبعقله الباطن أنه مجنون فعلاً فيكون الجنون نتيجة حتمية.

 وأكد الشرعبي أن المجتمع ظالم في التعامل مع المريض النفسي ومُخطئ,.. وينادون المريض النفسي يا مجنون لماذا؟ وحتى بعد علاج المريض النفسي يتعامل معه المجتمع بغباء وظُلم وبنفس الانطباع السابق عنه قبل علاجه, مرددين: ما عليكم من فلان هو مجنون؟؟! فالمجتمع بذلك يعيد المريض النفسي للمرض مرة أخرى بسوء التعامل معه.

أسباب المرض..

وبخصوص أسباب المرض النفسي قال الشرعبي تأتي الأسباب من الأُسرة والمجتمع بدءاً من تعاملات الأسرة مع الطفل بالكبت ومعارضة رغبات وقناعات الطفل حتى وإن كانت خاطئة ودعا أسرة المريض إلى تركه يعبّر عن ما يريد ثم قم بدورك كأب في توضيح الخطأ فيما مارسه وتعريفه بالصواب لكن التعامل معه بأسلوب الأمر والدكتاتورية.. كُل ذلك يولد الكبت, وولدت فيه عدم الثقة من نفسه وعدم قُدرته على اتخاذ قراره بنفسه.. يتطور ذلك إلى حالة نفسية يعبّر عنها مُستقبلاً بالانفجار وعدم السماع أو الطاعة لأحد.. مؤكداً على أهمية التربية والتعامل الصائب مع الطفل منذ البداية بتعليمه الاعتماد على النفس, واتخاذ قراره بنفسه حتى وإن كان خاطئا ثم تعريفه بالقرار الصائب وبالتالي تغيب عن الطفل المشاكل النفسية.

كما أشار الشرعبي إلى أن من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية "المشاكل الأُسرية"، إضافة إلى الأحداث التي تمر بها البلاد منذ سنوات مثلاً: الحرب التي دارت في منطقة الحصبة في2011م خلفت آثار نفسية مُختلفة على عدد كبير من الأطفال, ومن تلك الحالات التي تردنا: أن أطفال يتبولوا لا إرادياً فعندما تبحث عن السبب تجده أن الطفل كان نائم وفجأة سمع بصوت قذيفة أو رصاص أفزعه من نومه وتسبب له عدم تحكم الأعصاب أو العضلات(اللاإرادية, والإرادية) على التحكُم بمجرى البول, والبعض تولد لديه سيطرة حالة الخوف عليه بشكل دائم وبمجرد ما يسمع حتى صوت ألعاب نارية يخاف وكذا الحالة الاقتصادية والوضع المعيشي المُتدني تخلق حالة نفسية للمريض وتختلف نتائجها وفق نفسية الطفل فقد تكون له حافز للانطلاق وتغيير واقعه بالإبداع ولكنها مع الغالبية تكون مصدر إحباط وتعاسة وتولد حالات نفسية تتمثل في الانحراف والانخراط في ظواهر سلبية ضارة بالمُجتمع مثل: ظاهرة تهريب الأطفال, أو السرقة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد