قالت مصادر عسكرية في مدينة الموصل شمالي العراق إن القوات العراقية تمكنت من استعادة حي الانتصار الواقع جنوب شرق المدينة، بعد أربعة أيام من المواجهات انتهت بتراجع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية عن الحي، وكانت وحدتان من قوات النخبة بالجيش العراقي التقتا أمس الأول بعد السيطرة على حيي القدس والانتصار، وتخططان للتقدم باتجاه نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين.

وأفادت مصادر عسكرية بأن القوات العراقية بدأت أمس الأحد اقتحام حي الكرامة شرقي الموصل بعد يوم من استعادتها حي القدس المجاور له، وأضافت المصادر أن قوات مكافحة الإرهاب التي تقود العمليات في هذا المحور تتقدم ببطء وحذر، وأنها تخوض مواجهات ضد مقاتلي تنظيم الدولة في حي الكرامة بإسناد من طائرات التحالف الدولي.

وقالت المصادر إن التنظيم حاول صدّ تقدم القوات العراقية وقد أرسل سيارتين ملغمتين، لكن القوات العراقية تمكنت من تفجيرهما قبل أن تصلا إلى هدفيهما.

وأعلنت بغداد الخميس الماضي انطلاق المرحلة الثانية لاستعادة مدينة الموصل أكبر معقل لتنظيم الدولة بالعراق، وأصبح من الممكن رؤية القوات الأميركية التي تنتشر بصورة أكبر خلال هذه المرحلة بشكل أقرب إلى الخطوط الأمامية للقتال.

وشهد اليومان الماضيان اشتباكات عنيفة بين طرفي القتال على جبهتي جنوب شرق وشمال الموصل.

واستعادت القوات العراقية السيطرة على ربع الموصل منذ بدء العملية يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك في أكبر عملية برية بالمدينة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن التنظيم سيُطرد من العراق بحلول أبريل/نيسان المقبل.

وقال قائد الحملة العسكرية الفريق الركن عبد المير رشيد يارالله في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن قوته انتزعت حي القادسية الثانية (شرق) من قبضة تنظيم الدولة، كما سيطرت على منطقة العاكوب (شمال).

وذكرت مصادر عسكرية في الموصل أمس الأول أن أحياء السلام والانتصار والشيماء ويارمجة الشرقية التي تمكنت القوات العراقية من اقتحامها قبل المرحلة الثانية من المعركة، ما زالت تشهد مواجهات حتى الآن.

وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة أمس الأول إن عشرة من أفراد القوات العراقية قتلوا قنصا في أطراف حي القدس. وبثت الوكالة صورا لما قالت إنها آليات محترقة وجثث لعناصر من القوات العراقية بعد محاولتهم يوم الجمعة التقدم نحو حي السلام.

وعلى صعيد منفصل فقد وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انتقادات إلى حلفائه في التحالف الوطني الشيعي الحاكم بالعراق -من بينهم زعيم التحالف عمار الحكيم- بعد رفض المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني استقبالهم.

وطالب الصدر -في بيان- قادة التحالف بتغيير سياستهم الخاصة والعامة، ومحاسبة المفسدين والمحسوبين عليهم، حسب قوله. وأضاف أن "رفض المرجعية مقابلة وفد التحالف يعني رفض الشعب لهم".

ورفض السيستاني استقبال وفد من قادة التحالف الوطني أراد إطلاعه على مستجدات تسوية يقودها الحكيم لتحقيق مصالحة سياسية في العراق.