وصلت القوات العراقية إلى نهر دجلة الذي يشق الموصل لأول مرة منذ بدء معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة قبل نحو ثلاثة أشهر، في وقت قتل عشرون شخصا وأصيب نحو سبعين آخرين في هجومين انتحاريين استهدفا أمس الأحد سوقين شعبيين في بغداد.
وأعلنت القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي أنها وصلت أمس الأحد إلى نهر دجلة الذي يشق الموصل، كما سيطرت على أحياء عدة في الجانب الشرقي من المدينة.
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان إن القوات العراقية وصلت للضفة الشرقية لنهر دجلة بالموصل للمرة الأولى في إطار المعركة التي تهدف لطرد تنظيم الدولة من المدينة، والتي بدأتها يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح النعمان أن القوات العراقية شقت طريقها إلى جسر فوق النهر كان تعرض لأضرار أثناء القتال. ويمثل وصول هذه القوات إلى الضفة الشرقية للنهر تطورا ملحوظا في تقدمها داخل الشطر الشرقي لمدينة الموصل، لكن عناصر تنظيم الدولة ما زالوا يسيطرون على العديد من الأحياء داخل هذا الشطر.
في بغداد قتل عشرون شخصا وأصيب نحو سبعين بهجومين انتحاريين استهدفا سوقين شرقي بغداد. وقالت مصادر أمنية إن انتحاريا فجر سيارته الملغمة عند الباب الخلفي لسوق جملة مزدحم شرقي العاصمة العراقية، مما تسبب في مقتل 13 شخصا وإصابة أكثر من 50 آخرين.
وأوضحت المصادر أن الانفجار خلف دمارا كبيرا، في حين أغلقت أجهزة الأمن المنطقة وقطعت الطرق المؤدية إليها تحسبا لتفجيرات أخرى، وهُرِعت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى مكان الحادث.
وبعد ساعات عدة من التفجر الأول، فجر انتحاري يرتدي سترة ناسفة نفسه في سوق بمنطقة البلديات شرقي بغداد، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وجرح 16 آخرين.
وأفاد مصدر أمني بأن "الشرطة اشتبهت في الانتحاري وطاردته لكنه تمكن من تفجير نفسه".
وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجوم الأول في بيان بثه على الإنترنت، وقال فيه إن "عملية استشهادية بسيارة مفخخة تستهدف تجمعا للشيعة بمنطقة علوة جميلة شرقي بغداد".
وفي سياق متصل، أفادت مصادر أمنية عراقية بمقتل ثمانية من الجيش والحشد العشائري وإصابة تسعة آخرين في اشتباكات مع تنظيم الدولة بمنطقة الصكرة قرب مدينة حديثة غربي الأنبار.
وأضافت المصادر أن المنطقة تشهد معارك كرّ وفر بين الطرفين، وأسفرت الاشتباكات عن تدمير دبابة وعربة همر تابعتين للجيش العراقي.
وعلى صعيد منفصل فقد قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن زيارته إلى أربيل أكدت ضرورة التعاون المشترك مع إدارة الإقليم في مواجهة الإرهاب سواء كان من تنظيم الدولة الإسلامية أو منظمة فتح الله غولن أو حزب العمال الكردستاني (بي كا كا).
وقال يلدرم -في مؤتمر صحفي عقده أمس الأحد في أربيل مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني- إن على العراق وتركيا أن يعملا بشكل مشترك في مواجهة الإرهاب.
وأكد أن هدف تركيا في الحرب التي تخوضها على تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني والجماعات التابعة له في سوريا والعراق، هو تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة برمتها، مشيرا إلى أن خطر تلك الجماعات لا يمس تركيا وحسب، بل العراق أيضا.
وشدد على أنه لا يمكن القبول أبدا بهجمات "بي كا كا" على تركيا انطلاقا من الأراضي العراقية، وأنه سيتم اتخاذ كل ما يقتضيه الأمر في هذا الشأن.
وتابع أنه لا يمكن القبول أيضا "بتمدد هذه المنظمات الإرهابية إلى الشرق وتمركزها في سنجار" القريبة من الحدود التركية.
ودعا الأمم المتحدة إلى تقديم الدعم بشكل أكبر للحرب على تنظيم الدولة الذي يستهدف الإنسانية جمعاء، وفق يلدرم.
وفي الشأن الاقتصادي، دعا إلى تعزيز التعاون وزيادة حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق، مشددا على ضرورة إزالة كافة العوائق أمام هذا التعاون.