القبيــــــــلة والنفط في حرب اليمن.. معركة مأرب الأخيرة
الموضوع: تقارير

منذ مطلع عام 2020 صعد الحوثيون من حربهم ضد القوات الحكومية اليمنية، لتحقيق سيطرة على مناطق النفط والغاز شرق وشمال البلاد، وتأمين العاصمة صنعاء ومعقلهم الرئيس محافظة صعدة من تهديد مستمر للجيش اليمني باقتحام المحافظتين.

في مطلع مارس/أذار2020 تمكن الحوثيون من تحقيق تقدم كبير في محافظة الجوف، بعد أن تمكنوا من الوصول إلى مركز المحافظة «مدينة الحزم» بعد السيطرة على مديرية الغيل (وهي مقر لتجمع عائلات هاشمية بعضها موالِ للحوثيين وأخرى تقاتل مع الحكومة الشرعية).

 فتحت السيطرة الحوثية على «الحزم» الطريق نحو محافظة مأرب المجاورة أخر معاقل الحكومة الشرعية شرق البلاد حيث يطل الحوثيون على مأرب من ثلاث جهات (جنوب شرق باتجاه قانية بمحافظة البيضاء، وجنوباً من جهة صرواح وشمالاً من جهة الجوف) وبدأت المعركة مع منتصف يوليو/تموز 2020.

كما أن سيطرة الحوثيين على الجوف أكسبهم حدوداً جديدة مع المملكة العربية السعودية، إذ ترتبط الجوف بحدود مع «نجران» السعودية (تبعد مدينة الحزم 150 كم عن الحدود السعودية).

لكن تشتت قوات الحوثي بين جبهات متعددة جعل هذه الورقة التي حصل عليها مهزوزة، والمؤشرات تشير إلى احتمالية استعادة قوات جيش الحكومة المدعوم بالمقاومة القبلية عاصمة محافظة الجوف بعد سبعة أشهر من سيطرة الحوثيين.

في محافظة مأرب أوقفت القبائل تقدم الحوثي نحو محافظات شبوة وحضرموت وانشأت مطارح قبلية أشهرها مطارح «نخلا والسحيل» عام 2014 مع سيطرة الحوثيين على صنعاء. وقاتلت قبائل مأرب الحوثيين واستطاعت أن تحرر معظم أراضيها بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في أكتوبر/تشرين الأول2015 عدا بعض أجزاء مديرية «صرواح» الحدودية مع صنعاء. ومع كل هجوم جديد للحوثيين تجتمع القبائل مجدداً لمواجهة الحوثيين.

 في محافظة البيضاء وقفت «قبيلة قيفة» ضد الحوثيين منذ 2014، والتي تقودها عائلة «آل الذهب» التي تمكن «صالح» من إحداث اختراق فيها بتقسيمها بين الأخوة، لكن ظل معظم أفرادها متوحدين ضد الحوثيين. عمل الحوثيون على استقطاب اسرة ال الذهب من اجل كسر شوكة القبيلة، فدعمت الجماعة المسلحة الشيخ احمد سيف الذهب وتم تكليفه بترأس مجلس التلاحم القبلي في محافظة البيضاء، ثم اختاره الحوثيون ليكون ممثلا في البرلمان عن الدائرة 131 في انتخابات خاصة بالجماعة -غير معترف بها. ونظرا لان اغلب قبيلة قيفة التفت حول أولاد الشيخ أحمد ناصر الذهب وليس احفاده، فقد كان الشيخ عبدالرؤوف الذهب وهو أصغر أولاد الشيخ احمد ناصر الذهب المرجعية القبلية في منطقة قيفة بعد مقتل اشقائه طارق ونبيل وقائد في غارات للطيران الأمريكي في فترات متقاربة قبل أن يقتل هو الآخر.

كما تمكنت جماعة الحوثي من استقطاب أحمد عبد الولي الذهب ووضعه قائدا للواء 26 مدرع التابع لهم والذي كان الرئيس هادي قد عين من نفس الأسرة «ماجد الذهب» قائدا له في 2014 قبل سقوط اللواء بيد الحوثيين.

أما بالنسبة لقبيلتي «آل الحميقاني» و»آل عمر» فقد فشل الحوثيون في تفكيكها وما زالت تقاتل الجماعة المسلحة حتى اليوم.
ومن الواضح أن طرفي الحرب الشرعية وجماعة الحوثي لا ترغبان في تعدي الواقع القبلي أو الاصطدام به في إطار التنافس على السيطرة.

منتصف (2020) أعلنت قبائل «آل عواض» التحرك ضد الحوثيين، التي استمر زعيمها «الشيخ ياسر العواضي» وهو زعيم قبلي وسياسي وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، في صف الحوثيين حتى مقتل «صالح»، ثم انتقل من صنعاء للعيش في مناطق قبيلته، ومطلع العام الحالي حاول «العواضي» قيادة انتفاضة ضد الحوثيين في قبيلته، لكن الحوثيين كانوا قد تمكنوا بالفعل من احداث شرخ كبير في العائلة أدت إلى دعم عدد من أبناء عمومة «العواضي» لجماعة الحوثي ضده، ولم تدم انتفاضته أياماً قبل اخمادها من قِبل الحوثيين في يونيو/حزيران 2020، على الرغم من الدعم الذي تلقاه «العواضي» من الجيش الوطني والتحالف العربي. يشكك بعض كبار وجهاء «آل عواض» أن الرجل لم يكن ينوي إحداث مواجهة للحوثيين بقدر ما يريد تسجيل موقف، لذلك رغم وجود «النكف» القبلي الذي أطلقه ولقاء المشايخ في قبيلته إلا أنه لم يَقم بدوره في التحشيد والتسليح، على الرغم من استمرار الحوثيين في التدفق نحو المديرية خلال أسابيع من التفاوض.
لقد انعكست هزيمة «الشيخ العواضي» على المعركة في إقليم سبأ بشكل عام، حيث شجع الانهيار السريع والحصول على مخازن ضخمة للسلاح الحوثيين للتمدد في البيضاء وباتجاه مأرب.
 
إدارة الحوثيين للمعركة مع القبائل
لم تكن جماعة الحوثي المسلحة قادرة على اجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر/ايلول2014، لولا مساعدة كبيرة من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي تحالف معهم. واستخدم «صالح» شبكة علاقته التي نسجها طوال فترة حكمه (33 عاماً) لتسهيل مرور الحوثيين من معاقلهم في محافظة صعدة حتى محافظة صنعاء. وتعتبر القبائل جزء كبير من هذه الشبكة، إذ أوقف «صالح» تحركاتها لمواجهة الحوثيين في مناطقها في محافظتي عمران وصنعاء.
عقب تدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن دعماً لحكومة البلاد الشرعية في مارس/آذار 2015 أولى الحوثيون اهتماماً كبيراً بالقبائل اليمنية، وعلى رأسها قبائل طوق صنعاء إذ كانت قادرة على تغيير المعادلة في صنعاء لولا عدة أسباب بينها:
- ارتباط تحالفهم بالرئيس السابق «علي عبدالله صالح» الذي كان مرتبط بتحالف مع «الحوثيين» حتى مقتله نهاية 2017.
- فشل إيجاد نموذج جيد للحكومة الشرعية في المناطق التي تم تحريرها من الحوثيين يمكنها من خلاله استيعاب القبيلة.
-دخول القبائل في مواثيق مع الحوثيين تضمن عدم اعتدائهم على الجماعة مقابل عدم تدخل الحوثيين في شؤون تلك القبائل.
وعلى الرغم من ذلك فإن الحوثيين استعادوا إرث الأئمة الذين حكموا اليمن قبل 1962م، في التعامل مع القبائل على النحو الآتي:

• انشاء زعامات قبلية موازية: إشعال الخلافات وصناعة زعامات قبلية موازية لقادة القبائل الحاليين. يقوم هذا النهج على أساس تصعيد شيوخ قبائل من «الدرجة الرابعة» -شيوخ عُزل- بشعبية محدودة وولاء للجماعة كبير، وتصعيدهم في كيانات موازية للقبائل. في عام 2016 أسس الحوثيون «مجلس التلاحم القبلي» ونصبت أحد شيوخ صعدة (ضيف الله رسام) رئيساً لهذا المجلس. ومعظم أعضاء هذا المجلس هم من شيوخ القبائل الذين نصبتهم الجماعة المسلحة.

 وفي كل محافظة خاضعة لسيطرتهم فرع للمجلس يقوده شيوخ الحوثيين في تلك المحافظات ويحشدون المقاتلين باسم القبيلة.
في عام 2018 أعلن الحوثيون تأسيس «الهيئة العامة لشؤون القبائل»، كممثل آخر للقبائل -إلى جانب مجلس التلاحم القبلي- وناطق باسم قادة القبائل ونَصبت الشيخ حنين قطينة وهو شيخ واحد من مناطق صنعاء، رئيساً لها. وعلى الرغم من ضعف تأثير «الهيئة» و»مجلس التلاحم القبلي» إلا أن تعامل الحوثيين معه كممثل للقبائل وقيامه بدور دفع أبنائها إلى جبهات القِتال ضد القوات الحكومية، وإعطائهم صلاحيات الحُكم بين المتخاصمين، واستخدم لقمع قادة القبائل الفعليين وتهميشهم لصالح قيادة جديدة.

• وثيقة الشرف القبلية: شرع الحوثيون منذ 2015 حتى 2019 في دفع أبناء القبائل للتوقيع على وثيقة أطلق عليها «وثيقة الشرف القبلية»، ويعتبرونها «دستوراً للقبائل اليمنية»: تُجرم قادة القبائل الذين يرفضون حشد أبناء القبيلة للقتال، والانخراط مع الجماعة المسلحة ضد الحكومة اليمنية. وتلزم القبائل بالقِتال دعماً للحوثيين.
كما تطالب بـ «تجريم الخونة والعملاء، وتجريدهم من الحقوق المالية والوظيفية».
واستخدمت تلك الوثيقة في ابتزاز رجال القبائل وقادتها حيث يستمر الحوثيون بدعوة أبناء القبائل بـ»تنفيذ عزل اجتماعي لزعماء القبائل المعارضين، والانقلاب عليهم»، ويعتبرها الحوثيون «تحصين للجبهة الداخلية» بمنع حدوث أي تحركات للقبائل ضد الجماعة المسلحة مهما كانت الأسباب لتحرك أي قبيلة.
وأعلن الحوثيون البدء بتنفيذها في عام 2019، ومع تصعيّد الحوثيين في محافظات البيضاء ومأرب والجوف مطلع 2020م، أعلنت الجماعة أنها ستستخدم الرافضين للقِتال في صفوفهم -من أبناء القبائل- «دروعاً بشرية».

• توقيع اتفاقات مع القبائل: وقع الحوثيون اتفاقات مع عدد من القبائل معظمها في شمال البلاد، تتضمن هذه الاتفاقات عدم قِتال الحوثيين مع السماح للقبيلة بإدارة نفسها وعدم استخدامها أراضيها في جغرافيا الانتشار الحوثية. لكن الحوثيين نقضوا تلك الاتفاقات: توضح حرب الحوثيين على منطقة «حجور» بمحافظة حجة شمالي البلاد في 2019 واحدة من تلك الحوادث التي نقض فيها الحوثيون الاتفاق. طلب الحوثيون الدخول إلى حجور والسيطرة على الجبال في مناطقهم، وعندما رفض قادة القبائل وذكروا الجماعة بالاتفاق، شق مسلحو الحوثي طريقهم بالقوة نحو تلك الجبال وتمركزوا فيها فاندلعت اشتباكات بين الطرفين انتهت بمقتل العشرات وسيطرة الحوثيين على تلك المناطق.

• المال وعدم الثقة: يعتمد قِتال القبائل على موقف شيوخ القبيلة، الذين يركزون على مكاسب القبيلة من الوقوف مع أي طرف. لذلك خلال المعارك يخصص الحوثيون مبالغ مالية للشيوخ الموالين لهم، على سبيل المثال يدفع الحوثيون خمسة ملايين ريال يمني يومياً من عائدات جمارك منفذ «عفار» في محافظة البيضاء لأحد مشايخ قبيلة مراد في مأرب لقِتال أبناء قبيلته وقوات الجيش.

• دعم الصراعات القبلية: شجع الحوثي الصراعات القبلية بالذات تلك التي تسهل له مهمة النفاذ للسيطرة على القبيلة، أو تحقيق نصر استراتيجي في معركة ما، فمثلا حاول الحوثي الوصول إلى مناطق مهمة في مأرب من خلال تشجيع الحرب بين قبيلتي آل غنام وآل جناح، إلا أن نفوذ محافظ مأرب سلطان العرادة كان أقوى في إيقاف الاقتتال الداخلي بين القبيلتين.

كما أن الحوثيين استفادوا من الصراعات القبلية في تحقيق سياسة (الثور الأبيض قبل الأسود)، حيث يذهبون للقبيلة الأولى بحجة دعمها للثأر من القبيلة الأخرى مقابل فقط فتح الطريق، وبعد أن يقضون على القبيلة الثانية يجندون أبنائها للثأر من القبيلة الأولى، وهكذا تمكنت الجماعة من فتح الطريق والحصول على مقاتلين ومنع استفادة الحكومة من القبيلة واستبعاد الهزيمة وتحقيق انتصارات سهلة تسهل مهمة الانتقال إلى مناطق وقبائل أخرى.
 
ثانياً: عمليات الحوثيين للوصول إلى مدينة مأرب
تحضر مدينة مأرب كنقطة مضيئة ولو نسبياً في حالة حرب لا أفق لنهايتها. ففي حين كانت هذه المحافظة مستهدفة بالصواريخ والهجمات المسلحة للحوثيين إلا أنها استقبلت مئات الآلاف من النازحين الهاربين من جحيم ميلشيات الحوثي، ولم يكن للمحافظ سلطان العرادة ان ينجح في تحويل مأرب إلى منطقة آمنة، لولا دعم القبيلة والمجتمع والأحزاب السياسية في مأرب له.

جذب استقرار مدينة مأرب النسبي اليمنيين حتى المتطلعين للاستثمار. ويعتقد أن عدد سكان المحافظة ازداد بمعدل يزيد عن خمس مرات عما كان عليه قبل الحرب، فهناك أكثر من مليونين ونصف المليون في مارب معظمهم من النازحين الذين فروا بسبب القِتال في مناطق أخرى من البلاد أو فرواً من بطش الحوثيين في مناطق سيطرة الجماعة.

أصبح سلطان العرادة، وهو زعيم قبلي ذو شخصية (كاريزمية) وسياسي ماهر، محافظا للمحافظة في عام 2012، عندما كانت الاضطرابات السياسية تعصف بالبلاد. وبعد بضع سنوات قليلة هاجم الحوثيون، الذين استولوا على العاصمة صنعاء، مدينة مأرب وحاصروا المدينة حتى تمكن المقاتلون المحليون بدعم طيران التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من صدهم وإجبارهم على التراجع وإعلان تحرير المحافظة من الجماعة المسلحة في أكتوبر/تشرين الأول2015، وبقيّ للحوثيين وجود في مديرية صرواح التي تربط «مأرب» بمحافظة صنعاء. 

بدأ الحوثيون عملية عسكرية جديدة في منتصف يوليو/تموز 2020 الماضي للوصول إلى مدينة مأرب، من ثلاث محاور رئيسية:
• المديريات الحدودية مع البيضاء: ساهم تمكن الحوثيين من إخماد قبائل «آل عواض»، والتقدم في مديرية قانية بمحافظة البيضاء والوصول إلى مديريات محافظات مأرب المجاورة (ماهلية، رحبة، العبدية) جنوب غرب المحافظة، في تحقيق طموح طال أمده للحوثيين باستعادة السيطرة على تلك المديريات ومحاولة التقدم نحو مديرية الجوبة الاستراتيجية.
تقوم قبيلة «بني عبد» وتقع في مديرية العبدية بين محافظتي مأرب والبيضاء بمواجهات واسعة ضد الحوثيين، وهي الداعم الأبرز لوحدات الجيش في منطقة قانية منذ 2017م ويقود تلك القوات، العميد سيف الدين عبدالرب الشدادي نجل قائد المنطقة العسكرية الثالثة الأسبق اللواء الركن عبدالرب الشدادي، وتبقى القبيلة هي العائق الأكبر أمام سيطرة الحوثي على كثير من المناطق في محافظة البيضاء ومأرب.
في 10 سبتمبر/أيلول2020 أعلن الجيش اليمني ضمنياً أنه أصبح يقاتل الحوثيين على حدود مديرية «الجوبة» مع إرساله قوة عسكرية من «محور بيحان» الى جبهة الماهلية/رحبة، والقِتال في منطقة «نجد المجمعة» على الحدود مع «الجوية» الاستراتيجية.
وتمثل قبائل «مراد» القوية حجر عثرة للحوثيين في ماهلية ورحبة. لكن الحوثيين تمكنوا من الحصول على موطئ قدم في مناطق قبائل مراد بعد أن عقدوا اتفاقاً مع عدد من شيوخها، وهذا الاختراق للقبيلة في مناطق الشرق هو الأخطر بعد الاختراق الذي حصل للقبيلة في الجوف وأدى إلى سيطرة الحوثيين على عاصمتها الحزم قبل ذلك في مارس/آذار 2020.

وتمثل المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية تهديداً للسلطة المحلية والقوات الحكومية إذ ما تمكن الحوثيون من الوصول الى الخط الرابط بين مأرب وشبوة الذي يبعد حوالي 30 كيلو متر من خط المواجهات بعد تقدم الحوثيين نحو الجبال المطلة على «العبدية» المحاذية لمديرية حريب جنوب مأرب.

• مديرية صرواح: تدور الاشتباكات في ثلاثة مناطق رئيسية «مناطق الكسارة ومفرق هيلان والمخدرة» ويحاول الحوثيون الوصول إلى معسكر «ماس» الاستراتيجي حيث تُدير القوات الحكومية المعركة. بالجوار تدور معارك في مديرية مدغل، ومديرية رغوان، وهي صحراوية مترامية الأطراف وتسكن المديريتين قبائل شديدة مثل «الجدعان وآل شداد وآل زبع».
وإذا ما تمكن الحوثيون من السيطرة على إحدى المديرتين فستكون قواتهم على بُعد كيلومترات معدودة من مدينة مأرب، ومؤخرا تمكنت القوات الحكومية بدعم المقاومة القبلية من احداث اختراق مهم في هذه الجبهة من خلال السيطرة على مواقع استراتيجية في جبهة المخدرة قللت من فرص الحوثيين في أي تقدم اتجاه مأرب. 

• شرق مأرب والجوف: في مديرية «مجزر» تدور الاشتباكات منذ سنوات بين الحوثيين والقوات الحكومية، لكن التطور الأبرز كان في محافظة الجوف شمال وشرق مأرب حيث أشعلت القوات الحكومية جبهة قِتال طويلة تمتد من «مديرية خب والشعف» شرق الحزم، حتى «مجزر» في مأرب. في جبهات «العلم والنضود وشرق اللبنات والجدافر في الصحراء» بين محافظة مأرب والجوف والتي نتجت عن تقدم واسع لقوات الجيش الوطني وتكبدت خلالها جماعة الحوثي الكثير من الخسائر.
إضافة إلى جبهة جديدة في منطقة «حويشيان» حيث تمكن الجيش من السيطرة على جبل المنطقة الاستراتيجي إلى جانب منطقة «النضود» وهي منطقة مهمة قد تدفع القوات الحكومية سريعاً للوصول إلى منطقة «الحزم» مركز المحافظة التي خسرتها الحكومة في مارس/آذار 2020، ما سيمكن قوات الجيش من قطع خطوط إمداد الحوثيين نحو معسكر اللبنات الاستراتيجي.

إن استعادة الحكومة اليمنية السيطرة على مديرية «الحزم» يجعل مدينة مأرب تتنفس إذ ترفع الحصار الذي فرضه الحوثيون عليها من شمال وشرق المحافظة، لكن المكاسب الحكومية في تلك المنطقة ستظل مهددة إذا استمر الحوثيون بالسيطرة على «مفرق الجوف».

لم يكن الحوثيون ليتمكنوا من الحصول على موطئ قدم في (مأرب والجوف والبيضاء) لولا عديد من الاعتبارات المتعلقة بالقبيلة وارتباطها بالحرب وأطراف الصراع بينها:
- حددت بعض القبائل موقفها من حرب الحوثيين، بناءاً على حجم عدد أبنائها في المناصب القيادية داخل الحكومة الشرعية.
كما أن بعض القبائل رفضت صدّ الحوثيين نتيجة علاقة شيوخها السيئة مع قيادات في الجيش الوطني أو السلطات المحلية.

- بعض أبناء القبائل وشيوخهم –خاصة في العزل والقرى- تخاذلوا عن قِتال الحوثيين وتركوه يمرّ عبر مناطقهم لاعتقادهم أن المملكة العربية السعودية والتحالف خذّل الحكومة الشرعية واتفق مع الحوثيين ففضل سلامة أبناءه وأراضيه من الحرب باعتبار أن «المعركة محسومة للحوثيين».
أخبار اليوم/ نقلاً عن مركز أبعاد للبحوث والدراسات الحلقة (2)
الإثنين 12 أكتوبر-تشرين الأول 2020
أتى هذا الخبر من صحيفة أخبار اليوم:
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/news_details.php?sid=126676