تقرير حقوقي حديث يكشف عن زرع المليشيا لأكثر من نصف مليون لغم مضاد للأفراد: ألغام الانقلابيين تواصل حصاد أرواح المدنيين
الموضوع: تقارير
لم يكن يدرك الشقيقين"محمد- 10 سنوات" و"عمر- 12 سنة"، أن محاولتهم تسلق سيارة نقل المياه سينقلهما إلى الدار الآخرة، بينما يركضان مع صديقهم "معين- 10 سنوات" بفرح طفولي اغتاله بغتة لغم أرضي مضاد للدروع زرعته مليشيا الحوثي في قرية الميهال منطقة الضباب بمحافظة تعز، وسط اليمن..
كانت الساعة تشير إلى تمام الحادية عشر من ظهر السبت 12 مارس 2016م حين انفجر اللغم ببابور المياه، وراح ضحيته الطفلين "محمد فاروق ناجي محسن" وشقيقه "عمر" الذي يكبره بعامين، بينما أصيب صديقهم الطفل "معين خالد يحيى"، الطالب في الصف الأول أساسي.
يقول معين: "كنا نجري بعد البابور نريد أن نتعلق أنا والأخوين محمد وعمر فاروق، وهم تعلقوا بالبابور وركبوا وأنا كنت أجري وراء البابور، ثم انفجر اللغم بالبابور وماتوا الاثنين محمد وعمر فاروق وأنا أصبت بشظايا في الوجه والرأس".

انتهاج مشاريع الموت
تنتهج ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية زرع حقول الألغام في المدن والمحافظات التي ينسحبون منها تحت وقع ضربات القوات الحكومية والتحالف العربي لدعم الشرعية بهدف إلحاق الأذى بأكبر عدد من المواطنين اليمنيين العزل.
وتعد زراعة الألغام من الجرائم ضد الإنسانية طويلة الأمد وتلحق بالأشخاص عاهات مستديمة حيث تقوم الميلشيا الحوثية بزراعة الألغام بطريقة عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط.ط
مما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها سريعاً وكشفها بسهولة، وتشير إحصائيات محلية إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين بين قتل وبتر أطراف، ولا يزال الرقم في تصاعد.
وكانت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان قد كشفت في تقرير حديث لها أن الحوثيين في اليمن قاموا بزرع أكثر من نصف مليون لغم مضاد للأفراد في أنحاء متفرقة من اليمن، ما أدى لمقتل أكثر من 700 شخص، بينما نجح مهندسون تم تدريبهم على يد التحالف العربي في نزع وتفكيك 40 ألف لغم.
ووجهت الحكومة اليمنية نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لمساعدتها في نزع الألغام، التي زرعتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بكثافة وبطريقة عشوائية في المناطق التي كانت تحت سيطرتها متسببة بحصد أرواح مئات الضحايا من المدنيين الأبرياء، وأضرار بشرية ومادية جسيمة.
موضحة أن الشعب اليمني يعاني من آثار الألغام والعبوات الناسفة التي تخلفها المليشيا الانقلابية في المناطق التي يحررها الجيش الوطني.
وأوضحت أن هذه الألغام المحرمة دوليًا أصبحت تهدد كل منابع الحياة ، وبات وجودها حاصداً لأرواح المدنيين خاصة الأطفال والنساء.
مبينةً أن زراعتها تمت بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط ما يشكل صعوبة بالغة في كشفها والتخلص منها وأن كثافتها تستدعي من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بإزالة الألغام تقديم المساعدة الفنية والتكنولوجية والمادية، لمنع سقوط المزيد من الضحايا والجرحى بسببها.
وذكرت المصادر أن المخلوع صالح سلم ميليشيا الحوثي مخازن ومستودعات الحرس الجمهوري من الألغام ضد الأفراد ونقلها إلى كافة المحافظات التي سيطروا عليها بداية الانقلاب لينشروا من خلالها الموت والدمار.

جرائم وحشية بأسلوبٍ ممنهج
رغم الجهود التي يبذلها خبراء نزع الألغام في الجيش اليمني الوطني، إلا أن هذه الجهود ليست كافية ولا تجنب المدنيين خطر الألغام. بالإضافة إلى أن عملية زراعة الألغام نشطة جداً حيث يتم زراعة عشرات الألغام بشكل يومي في مناطق جديدة.
وكشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أن النساء والأطفال هم أكثر ضحايا الألغام. مشيراً إلى أن 924 شخصًا أصيبوا بجروح، وأن 572 شخصًا آخرون أصيبوا بعاهات دائمة بسبب انفجار الألغام التي زرعتها المليشيات.
وفي أحدث جرائم الحوثي وصالح ذكر موقع 26 سبتمبر التابع للجيش نقلاً عن مصدر عسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة أنه تمكن من نزع 1500 لغم أرضي زرعتها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في جبهة ميدي.
وقال إن "الفرق الهندسية لنزع الألغام تعمل بشكل متواصل في الكشف عن الألغام التي زرعتها الميليشيا في المزارع والطرقات وفي أوساط القرى والمحلات التجارية".
لافتاً الانتباه إلى أنها تعد تهديداً لأمن وسلامة المواطنين، موضحا أن جريمة زراعة الألغام ارتبطت في اليمن بميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية التي نشرت عشرات الآلاف منها.
من جهته بين عضو التحالف رئيس المكتب التنفيذي لمؤسسة (صح) لحقوق الإنسان عصام الشاعري أن مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تستخدم الألغام الأرضية كواحدة من بين الأسلحة التي تلحق الأذى بالسكان المدنيين الأبرياء واستمرار القتل وتسبب في المزيد من الضحايا حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية، وكثيراً ما يقع الأطفال والنساء ضحايا لتلك الألغام فتتركهم قتلى أو جرحى أو مشوهين الأجساد أو معاقين.
وكان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، قد نظم في الرياض مؤخرا ندوة بعنوان (الألغام تحصد أرواح الأبرياء في اليمن) دعا فيها المجتمع الدولي إلى تجريم مليشيات الحوثي وأعوانها على الانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها بحق المدنيين في اليمن، وإجبار هذه الفئة الباغية على التوقف فوراً عن استهداف المدنيين بالألغام والأسلحة.
وأوصى المشاركون في الندوة ، المنظمات الإنسانية والقانونية العالمية إلى إنقاذ الشعب اليمني من المأساة الإنسانية والجرائم الوحشية التي ينفذها الحوثيون وأعوانهم بأسلوبٍ ممنهج، ومقصود، لم يسبق للعالم التعرض لمثلها.

تورط في ارتكاب جرائم حرب
في ظل افتقار اليمن إلى موظفين مجهزين ومدربين للقيام بمسح منهجي لإزالة الألغام والمتفجرات التي خلفتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، رغم دعم التحالف المتمثل في توفير عدد من كاسحات الألغام، تبدو القضية واحدة من التحديات الكبرى التي تواجه اليمن حكومًة وشعبًا.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إن استخدام قوات الحوثي وصالح لألغام أرضية مضادة للأفراد محظورة في اليمن تسبَب في وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وأعاق العودة الآمنة للمدنيين النازحين بسبب القتال.
وطالبت ووتش الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح التوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة والالتزام بـ "اتفاقية حظر الألغام" للعام 1997، التي انضم إليها اليمن عام 1998م.
وبحسب المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان، فقد استخدمت قوات الحوثي وصالح ألغاما أرضية في 6 محافظات على الأقل منذ أن بدأ التحالف بقيادة السعودية عمليات عسكرية دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس/آذار 2015.
وقالت أن الألغام تسببت على ما يبدو في قتل وتشويه مئات المدنيين، وعطلت الحياة المدنية في المناطق المتضررة. وأضافت: " تُشكّل الألغام الأرضية تهديدا للمدنيين بعد انتهاء الصراع بوقت طويل".
وأفادت هيومن رايتس ووتش إن قوات الحوثي وصالح صنعت واستخدمت أيضا ألغاما مضادة للأفراد بدائية الصنع. وقالت: "في اليمن، تنفجر أحيانا الألغام المضادة للمركبات أو غيرها من المتفجرات من قبل فرد يستخدم دواسة على بعد أمتار قليلة".
وفي فبراير/شباط 2017، وجد "المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام" ألغاما بدائية الصنع وأزالها من الطرق المدنية بالقرب من مدينة المخا الساحلية في محافظة تعز، التي كانت قوات الحوثي وصالح قد انسحبت منها مؤخرا.
واعتبرت هيومن رايتس ووتش إن استخدام قوات الحوثي وصالح للألغام الأرضية المضادة للأفراد ينتهك قوانين الحرب، وإن الأفراد المتورطين يرتكبون جرائم حرب.
وقالت أن قوات الحوثي وصالح أيضا استخدمت الألغام المضادة للمركبات بشكل عشوائي في انتهاك لقوانين الحرب، ولم تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.
وبحسب المنظمة الدولية تشير الدلائل إلى زيادة استخدام الألغام المضادة للأفراد خلال النزاع الحالي، بما في ذلك الأنواع التي لم يبلغ اليمن عن تواجدها في مخزونه، ما يشير إلى أنه إما إعلان عام 2002 كان غير صحيح، أو أنه جرى الحصول على هذه الألغام من مصدر آخر بعد عام 2002.
وطالبت سلطات الحوثي وصالح أن تتخذ خطوات فورية لضمان توقف القوات التابعة لها عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وتدمير أي ألغام مضادة للأفراد تمتلكها، وإنزال العقاب المناسب بكل من يستخدم هذه الأسلحة العشوائية.

وضع كارثي
تعيش اليمن وضعاُ كارثياً جراء الكم الهائل من الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي صالح في المدن والمنازل والشوارع والطرقات والمدارس والمرافق والساحات العامة التي اجتاحتها الميليشيا منذ استيلائها على المدن بقوة السلاح في سبتمبر 2014، وبعد إنسحابها منها.
وتسببت الألغام بسقوط آلاف الضحايا من المدنيين وخاصة النساء والأطفال، وما زالت تتسبب بمزيد من الكوارث الإنسانية.
وفي ظلّ زيادة مناطق الحرب الراهنة في اليمن، لا ينقضي عام إلّا وتُزرع ألغام في محافظات جديدة، إضافة إلى آلاف الألغام التي كانت قد زرعت خلال الأعوام الماضية.
وما زال الحوثيّون وقوات صالح يزرعون الألغام، خصوصاً في مناطق سكنهم، في ظل قلة التجهيزات الفنية وفرق إزالة الألغام التابعة لقوات الرئيس اليمني، لتشكل تلك الألغام خطراً مستمراً.
وفي حين لا تبدي المنظّمات الدوليّة اهتماماً ظاهريّاً بالتخلص من الألغام حالياً، تواصل الألغام الأرضية ومخلفات الحرب الفتك بأرواح المدنيين الأبرياء في مختلف محافظات اليمن، وسط صمت وتخاذل دولي غير مبرر.
رغم وجود شبه إجماع حول تحديد الجهات والأطراف التي تقوم بزراعة هذه الألغام ومن يتحكم بمخزون اليمن الاستراتيجي من الساح وكيف سلمت كميات كبيرة منه لميليشيا الحوثي- صالح المسلحة فور اجتياحها العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.
ووثق التحالف اليمني للرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ألفين و258 حادثة خلفتها الألغام الأرضية المضادة للدروع والمضادة للأفراد، التي زرعتها المليشيات منذ بداية الحرب في اليمن، والتي دخلت عامها الثالث.
وبحسب المدير التنفيذي للتحالف، مطهر البذيجي، تنوّعت الحوادث، وأدّت إلى إصابات أو تفجير منشآت أو تفخيخ مركبات وجسور، وتوزّعت الانتهاكات على 16 محافظة يمنية.
ورصد تحالف، في آخر تقرير له 615 حالة قتل جراء حوادث انفجار الألغام في المحافظات المذكورة، بينها 101 حالة قتل تعرض لها أطفال يمنين دون سن السادسة عشر و26 حالة قتل من النساء، في حين بلغ عدد القتلى المدنيين 533 شخص مقابل 82 حالة قتل في أوساط العسكريين.
وبحسب التقرير، وثق فريق التحالف 924 حالة إصابة جراء انفجار الألغام بينها 160 حالة تعرض لها أطفال و36 حالة تعرضت لها النساء بينما وصل عدد الجرحى المدنيين 682 شخص.
وذكرت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن الألغام التي زرعها مسلّحو جماعة الحوثيين وحلفاؤهم الموالون لعلي عبد الله صالح، قتلت 57 مدنياً وأصابت 47 آخرين، في ست محافظات يمنية.
وطالبت المنظمة الحقوقية اليمنية جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الكف عن الإضرار بالمدنيين، والوقف الفوري لاستخدام الألغام الأرضية في مناطق وأماكن يستخدمها المدنيون في اليمن.
من جانبها منظمة رايتس رادار، أكدت، في تقرير حديث لها أن قوات الحوثيين وصالح عمدت إلى زرع عشرات الآلاف من الألغام المضادة للأفراد قبل انسحابها من المناطق التي كانت تسيطر عليها، وهو الأمر الذي لا يزال يستنزف أرواح المزيد من المدنيين في محافظات تعز ومأرب وعدن ولحج وحجة وغيرها.
وفي إحصائية أوردها مركز أبعاد للدراسات بالتعاون مع مركز صنعاء قُدر عدد القتلى جراء زراعة مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح للألغام بأكثر من 256 مدنيا، والتي أدت أيضا إلى إصابة أكثر من 335 غالبيتهم أصبحوا في عداد المعاقين، في خمس محافظات فقط هي لحج وعدن وأبين والضالع ومأرب وذلك خلال عام واحد بين تموز/يوليو 2015 وحزيران/ يونيو 2016م، بينما هناك محافظات أخرى سقط فيها ضحايا مدنيين نتيجة انفجار الألغام ولم تضف لهذه الإحصائية، كمحافظة تعز والبيضاء وحجة وعمران لعدم توفر بيانات دقيقة لذلك.
وسجل المركز الإنساني للحقوق والتنمية، في أحدث تقرير له، 2345 حالة تضرر بشرية ومادية خلفتها الألغام الأرضية المضادة للدروع والأفراد التي زرعتها جماعة الحوثي وصالح في اليمن منذ بداية الحرب التي دخلت عامها الثالث.

تفخيخ الحياة في تعز
في الثامن من أبريل كان الطفل "عمار ناجي"، الذي يبلغ من العمر 11 عاماً، يمشي في قرية العفيرة، بمديرية جبل حبشي، محافظة تعز، وسط اليمن، حينها انفجر لغم أرضي زرعته جماعة الحوثي أدى إلى إصابته.. بُترت قدم "عمار" اليُمنى وأصيب في أجزاء من جسده بشظايا، جراء انفجار اللغم.

والطفل "عمار" لم يكن وحده من وقع ضحية للألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في مدينة تعز أو غيرها من المحافظات اليمنية التي وطأتها جماعة الحوثي.
الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح في مناطق مختلفة في تعز حصدت أرواح العشرات من المدنيين.
وتظل الألغام المزروعة في أجزاء واسعة من البلاد، التي وطأت أرضها المليشيا، واحدة من جرائم الحوثي المسلطة تجاه الشعب اليمني، وذلك لما تخلفه هذه الألغام من ضحايا في الأرواح والممتلكات..
وأعدت محافظة تعز من أكثر المحافظات المتضررة من ألغام الحوثي. وبلغ عدد قتلى المحافظة 157 قتيلاً جراء زراعة مليشيات الحوثي الألغام، وفقاً لتقرير تحالف رصد.
وتعمد الميليشيات إلى تفخيخ الحياة في محافظة تعز عبر زراعة آلاف الألغام- المحظورة استخدامها دولياـ بشكل عشوائي وبأعداد مهولة على مداخل ومخارج المدينة وفي الأحياء السكنية والطرقات. وكذا تلغيم المناطق التي تنسحب منها عقب كل هزيمة تتلقاها على أيدي رجال المقاومة والجيش الوطني..
ويتفنن الحوثيون بصناعة تلك الألغام، إما على شكل صخور، وكتل إسمنتية، وجذوع أشجار، وفي الشوارع والمنازل، والجبال، والوديان، أو في جثث بعض الحيوانات النافقة، وكل مكان خضع لسيطرتهم ذات يوم، خصوصاً في محافظة تعز، وهو ما خلف مستقبل مفخخ ينتظر ملايين المدنيين، ويخشاه المواطن بعد الحرب.
وبات المدنيون هدفا لمليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، التي لم تتوانَ عن زراعة الألغام في مختلف الأماكن التي كانت أو ما زالت تحت سيطرتها، بأشكال وأحجام متعددة، وبطريقة عشوائية، حصدت المئات من المدنيين، فضلا عن استهداف بعض أفراد الجيش الوطني في مختلف الجبهات.
ولم تكتفِ ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بحصارها الخانق الذي ظلت تفرضه على منافذ مدينة تعزالرئيسية، أو باستخدام أسلحتها الثقيلة من قذائف وصواريخ في حربها ضد أبناء تعز، ولا برصاصات قناصتها التي تحصد باستمرار أرواح الأبرياء المدنيين..
بل صارت تتفنن بزراعة الموت من تحت الأقدام، وتفخيخ الحياة بلا هوادة.. ومن لم يمت هنا بقذيفة أو برصاصة قناصة، سيغتاله لغم حوثي..
ويصف ناشطون إتباع قوات الحوثي وصالح تلك السياسة بحرب من نوع آخر تبقى تداعياتها وآثارها على المدى القريب والبعيد حتى بعد انتهاء الحرب في سياسة انتقامية يصفها الكثيرون بالقذرة واللا أخلاقية.
ويتواصل مسلسل الموت بعبوات الألغام التي تزرعها الميليشيات في شوارع المدينة الرئيسية والفرعية شرقا وغربا شمالا وجنوبا بشكل كثيف وغير مسبوق ليصل ضحاياها إلى العشرات، بحسب ما أوردته تقارير حقوقية.
وإلى جانب ترويعها للمدنيين، باتت الألغام تشكل هاجسا لدى الأهالي ومانعا لعودة كثير من النازحين إلى المناطق المحررة في الدينة وحجر عثرة أمام المساعدات الإنسانية.
وفي الوقت الذي تتكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية في نزع ومكافحة الألغام، فإن مساحات واسعة من محافظة تعز لا تزال حقول ألغام في انتظار جهود كبيرة لنزعها والتخلص منها، وإنقاذ الحياة في المناطق التي شهدتها الحرب.
وتكشف عمليات نزع الألغام عن مدى تفنن الميليشيات الانقلابية بزراعة الموت لأبناء تعز، إذ تقوم عقب انسحابها من المناطق على وضع الألغام ذات الأحجام المختلفة بطريقة مموهة، من خلال وضعها داخل أشكال غريبة يصعب التعرف عليها..
كما تعمد إلى إلصاق الألغام على الجدران وفي الأزقة، وهو ما يظهر مدى الحقد الذي تحمله الميليشيات لتعز أرضا وإنسانا ولليمن عموما، وفقاً لناشطين في المدينة.
ويوضح مهندسون فنيون وخبراء تفكيك ونزع الألغام في القوات المسلحة اليمنية أن الأنواع التي أقدمت قوات الحوثيين والمخلوع صالح على استخدامها، تعد من الألغام المحظورة، والتي صادقت اليمن بموجب معاهدة حظر الألغام على عدم استخدامها.





تقرير/ وليد عبد الواسع
الثلاثاء 30 مايو 2017
أتى هذا الخبر من صحيفة أخبار اليوم:
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/news_details.php?sid=96366